للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع رسول الله وانتهى إلى حنين وركب بغلته الدلدل.

وقال رجل من المسلمين - لما رأى كثرة من مع رسول الله لن يغلب هؤلاء من قلة وفي ذلك نزل قوله تعالى (ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً).

ولما التقوا انهزم المسلمون لا يلوي أحد على أحد وإنجاز رسول الله في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته واستمر رسول الله ثابتاً وتراجع المسلمون واقتتلوا قتالاً شديداً وقال النبي لبغلته البدي فوضعت بطنها على الأرض وأخذ حفنة من تراب فرمى بها في وحجه المشركين فكانت الهزيمة عليهم ونصر الله المسلمين واتبع المسلمون المشركين يقتلونهم ويأسرونهم.

ولما فرغ النبي من حنين بعث أبا عامر على جيش لغزوة أوطاس فاستشهد وانهزمت ثقيف إلى الطائف وأغلقوا باب مدينتهم فسار النبي وحاصرهم نيفاً وعشرين يوماً وقاتلهم بالمنجنيق وأمر بقطع أعناقهم ثم رحل عنهم فنزل بالجعرانة وأتى إليه بعض هوزان ودخلوا عليه فرد عليهم نصيبه ونصيب بني عبد المطلب ورد الناس أبناءهم ونساءهم ثم لحق مالك بن عوف - مقدم هوزان - برسول الله وأسلم وحسن إسلامه واستعمله رسول الله على قومه وعل من أسلم من تلك القبائل.

وكان عدة السبي الذي أطلقه ستة آلاف ثم قسم الأموال وكانت عدة الإبل أربعة وعشرين ألف بعير والغنم أكثر من أربعين ألف شاة ومن الفضة أربعة آلاف أوقية وأعطى المؤلفة قلوبهم مثل أبي سفيان وأبنيته يزيد ومعاوية وسهل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام أخي أبي جهل وصفوان ابن أمية وهؤلاء من قريش وأعط الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن ومالك بن عوف - مقدم هوازن - وأمثالهم فأعطى لكل من الأشراف مائة