من الإبل وأعط الآخرين أربعين أربعين وأعطى العباس بن مرادس السلمي أباعر لم يرضها وقال في ذلك أبياتاً:
فأصبح نهبي ونهب العبي … بين عينية والأقرع
وما كان حصن ولا حابس … يفوقان مرادس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما … ومن تضع اليوم لم يرفع
فروى أن النبي ﷺ قال اقطعوا عني لسانه فأعطي حتى رضي.
ولما فرق رسول الله ﷺ الغنائم لم يعط الأنصار شيئاً فوجدوا في أنفسهم فدعاهم رسول الله ﷺ فقال إن قريشاً حديث عهد بجاهلية ومصبئة وإني أردت أن أحبوهم أتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ قالوا بلى قال والله لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعب الأنصار.
ثم اعتمر رسول الله ﷺ وعاد إلى المدينة واستخلف على مكة عتاب بن أسيد وهو شاب لم يبلغ عشرين سنة وترك معه معاذ بن جبل يفقه الناس.
وحج بالناس في هذه السنة عتاب بن أسيد على ما كانت تحج عليه العرب وفي ذي الحجة سنة ثمان ولد إبراهيم بن النبي ﷺ من مارية القطبية وفي السنة المذكورة مات حاتم الطائي وكان يضرب بجودة وكرمه المثل وكان من الشعراء المجيدين.
ثم دخلت السنة التاسعة من الهجرة الشريفة فيها فرض الله الحج على الصحيح وفيها ترادفت وفود العرب على رسول الله ﷺ ووفد كعب بن زهير بن أبي سلم بعد أن كان النبي ﷺ أهدر دمه ومدحه بقصيدته المشهورة وهي: