سلام عليك فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو إليك، أما بعد: فإني لعمري ما كنت لأوثرك وأصحابك بالجهاد على نفسي وعلى ما يدنيني من مرضاة ربي أتاك كتابي هذا فابعث إلى عملك من هو ارغب فيه فليله ما بدا لك فإني قادم إليك وشيكا إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقال أبو عبيدة - حين جاءه الكتاب - ليتركنها خلوفاً ثم دعا يزيد بن أبي سفيان وقال اكفني دمشق فقال له يزيد أكفيكها إن شاء الله تعالى وسار إليها فولاها له.
ولما حصر أبو عبيدة أهل إيليا وأوجب على نفسه إنه غير مقلع ولم يجدوا لهم طاقة بحرية قالوا نصالحك قال وإني قابل منكم قالوا فأرسل إلى خليفتكم فيكون هو الذي يعطينا هذا العهد ويكتب لنا الأمان فقبل أبو عبيدة ذلك وهو أن يكتب.
وكان أبو عبيدة ﵁ قد بعث معاذ بن جبل على الأردن ولم يكن سار فقال معاذ لأبي عبيدة أتكتب لأمير المؤمنين تأمره بالقدوم عليك فلعله يقدم ثم يأتي هؤلاء الصلح فيكون مجيئه فضلا وعناء فلا تكتب حتى يوثقوا إليك واستحلفهم بالإيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة إن أنت بعثت إلى أمير المؤمنين فقدم عليهم وأعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكتب عليهم بذلك كتاباً ليقبلن وليؤدن الجزية وليدخلن فيما دخل فيه أهل الشام.
فبعث بذلك إليهم أبو عبيدة فأجابوه إليه.
فلما فعلوا ذلك كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب ﵁ بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فأنا أقمنا على أهل إيليا فظنوا إن لهم في مطاولتهم فرجا فلم يزدهم الله بهذا إلا ضيقاً ونقصاً وهزالاً وذلا فلما رأوا ذلك سألوا أن يقدم عليهم أمير المؤمنين فيكون هو الموثوق لهم والكاتب