أو يقذفونهم بالمناجيق فإن أصاب بعض المسلمين تمنيتم إنكم افتديتم قتل رجل من المسلمين بمشرك إلى منقطع التراب وكان المسلم لذلك من إخوانه أهلا.
فقال عمر ﵁ قد أحسن عثمان النظر في مكيدة العدو وأحسن علي بن أبي طالب النظر لأهل الإسلام سيروا على اسم الله فإني سائر.
فخرج فعسكر خارج المدينة ونودي في الناس بالعسكر والمسير فعسكر العباس بن عبد المطلب بأصحاب النبي ﷺ ووجوه قريش والأنصار والعرب ﵃.
حتى إذا تكامل عنده الناس استخلف على المدينة علي بن أبي طالب ﵁ وسار فقل غدا إلا وهو يقبل على المسلمين بوجهه ويقول الحمد الذي أعزنا بالإسلام وأكرمنا بالإيمان ورحمنا بنبيه محمد ﷺ فهدانا به من الضلالة وجمعنا به من بعد الشتات وألف بين قلوبنا ونضرنا به على الأعداء ومكن لنا في البلاد وجعلنا إخواناً متحابين فاحمدوا الله عباد الله على هذه النعمة واسألوه المزيد منها والشكر عليها وتمام ما أصبحتم متقلبين فيه منها فإن الله يزيد المزيدين من الراغبين ويتم نعمته على الشاكرين وكان لا يدع هذا القول في كل غداة في سفره كله.
فلما دنا من الشام عسكر حتى قدم إليه من تخلف من العسكر فما هو إلا أن طلعت الشمس فإذا الرايات والرماح والجنود قد اقبلوا على الخيول يستقبلون عمر بن الخطاب ﵁.
قال الراوي فكان أول مقنب لقينا من الناس سألنا عن المدينة وأخبرناه بصلاح الناس فنادوا هل لكم بأمير المؤمنين من علم؟ فسكنا ومضوا فأقبل مقنب آخر فسلموا ثم سألوا عن أمير المؤمنين هل لنا به علم فقال لنا ألا تخبرون القوم عن صاحبكم؟ فقلنا هذا أمير المؤمنين فذهبوا يرجعون ويقتحمون