للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عمر طويلاً أصلع أبيض تعلوه حمرة وقيل كان دم شديد الآدمة كث اللحية وعليه أكثر أهل العلم وفضائله أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر جاهد في الله حق جهاده فجيش الجيوش وفتح البلاد ومصر الأمصار وأعز الإسلام وأذل الكفر وأجل اليهود والنصارى من بلاد الحجاز وفي أيامه فتح العراق والموصل ومصر والإسكندرية وغيرها وهو الذي اختط الكوفة ووسع في المسجد الحرام وعمر مسجد رسول الله والمسجد الأقصى وهو أول من جمع الناس لصلاة التراويح وأول من كتب التاريخ وأرخ من السنة التي هاجر فيها رسول الله وأول من عس بالليل وأول من نهى عن بيع أمهات الأولاد وأول من جمع الناس في صلاة الجنازة على أربع تكبيرات وكانوا يكبرون أربعاً وخمساً وستاً وأول من حمل الدرة وضرب بها ودون الدواوين ولو لم يكن من فضائله إلا فتح هذا البيت المقدس وتطهيره من الشرك لكفاه ونفعنا ببركته وبركات علومه في الدنيا والآخرة.

وأما من دخل بيت المقدس من الصحابة فهم خلق كثير لا يحصيهم إلا الله سبحانه وتعال ولنذكر جماعة من أعيانهم تبركاً بذكرهم ونجعل ترتيب أسمائهم على الوفيات من غير استقصاء في ذكر تراجمهم فأقول - وبالله التوفيق -:

أبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح توفي في طاعون عمواس سنة ثمانية عشر من الهجرة الشريفة وقبره في قرية يقال لها عثمان تحت جبل عجلون بين فقارس والعادلية بزاوية دير علا من الغور الغربي ووفاته في خلافة عمر وله ثمان وخمسون سنة.

معاذ بن جبل الأنصاري استخلفه أبو عبيدة على الناس عند موته فمات أيضاً بالطاعون بناحية الأردن في سنة ثمان عشرة وله ثمان وثلاثون