إليه رجلاً يدع يزيد بن سلام مول عبد الملك بن مروان من أهل بيت المقدس وولديه.
ويقال: إن عبد الملك وصف ما يختاره من عمارة القبة وتكوينها للصناع فصنعوا له وهو ببيت المقدس القبة الصغيرة التي هي شرقي قبة الصخرة التي يقال لها قبة السلسلة فأعجبه تكوينها وأمر ببنائها كهيئتها وأمر رجاء ويزيد بالنفقة عليها والقيام بأمرها وإن يفرغا المال عليها افراغاً دون أن ينفقاه انفاقاً.
وأخذوا في البناء والعمارة عند القبة من شرقي المسجد إلى غربيه حتى أكملوا العمل وفرغ البناء ولم يبق للمتكلم فيه كلام وكان البناء الذي هو في صدر المسجد إلى غربيه من السور الذي عند مهد عيس إلى المكان المعروف الآن بجامع المغاربة. فكتب رجاء ويزيد إلى عبد الملك بدمشق قد أتم الله ما أمر به أمير المؤمنين من بناء قبة صخرة بيت المقدس والمسجد الأقصى ولم يبق لمتكلم فيه كلام وقد بقي مما أمر به أمير المؤمنين من النفقة عليه - بعد أن فرغ البناء وأحكم - مائة ألف فيصرفها أمير المؤمنين فيما أحب.
فكتب إليهما أمير المؤمنين قد أمرت بها لكما جائزة لما وليتما مكن عمارة البيت الشريف المبارك.
فكتبا إليه نحن أولى أن نزيده من حلي نسائنا فضلا عن أموالنا فاصرفها في أحب الأشياء إليك.
فكتب إليهما بأن تسبك وتفرغ على القبة فسبكت وأفرغت عليها فما كان أحد يقدر أن يتأملها مما عليها من الذهب وهيأ لها جلالا من لبود وأدم توضع من فوقها فإذا كان الشتاء ألبستها لتكنها من الأمطار والرياح والثلوج.
ثم بعد انتقال الخلافة إلى المنتقم لله الوليد بن عبد الملك انهدم شرقي المسجد ولم يكن في بيت المال حاصل فأمر بضرب ذلك وإنفاقه على ما انهدم منه.
وكانت ولاية الوليد في شوال سنة ست وثمانين ومات في جماد الآخرة سنة ست وتسعين من الهجرة.