قال الوليد وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن ثابت قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كان في السلسلة التي في وسط القبة على الصخرة درة ثمينة وقرنا كبش إبراهيم وتاج كسرى معلقات في أيام عبد الملك بن مروان فلما صارت الخلافة إلى بني هاشم حولوها إلى الكعب حرسها الله تعالى.
وكان الفراغ من عمارة قبة الصخرة والمسجد الأقصى في سنة ثلاث وسبعين من الهجر الشريفة وهي السنة التي قتل فيها عبد الله بن الزبير.
وكان من خبره أن عبد الملك بن مروان لما صفا له الوقت وثبت أمره في الخلافة بعث الحجاج بن يوسف الثقفي إلى حرب عبد الله بن الزبير بمكة فأتى الحجاج الطائف فأقام بها شهراً ثم زحف إلى مكة فحاصر ابن الزبير في هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ودام الحصار حتى غلت الأسعار وأصاب الناس مجاعة وزاد الحجاج في الحصار والقتال ورمى الكعبة بالمنجنيق فلما رميها رعدت السماء وأبرقت وجاءت صاعقة تتبعها أخر فقتلت من أصحاب الحجاج اثني عشر رجلاً.
واشتد القتال وخرج ابن الزبير فقاتل قتالاً شديداً وتكاثرت أهل الشام الوفاً من كل جانب فشدخوه بالحجارة فانصرع فأكب عليه موليان له فقتلوا جميعاً وتفرق أصحابه وأمر به الحجاج فصلب وكان ذلك في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادي الآخرة سنة ثلاث وسبعين من الهجرة الشريف بعد قتال سبعة أشهر.
وكان له من العمر حين قتل نحو ثلاث وسبعين سنة وهو أول من ولد للمهاجرين بعد الهجرة لأنه بويع له سنة أربع وستين.
وكان سلطانه بالحجاز والعراق وخراسان وأعمل الشرق وكان كثير العبادة مكث أربعين سنلم ينزع ثوبه عن ظهره وكانت خلافته تسع سنين؟ وكان ﵁ له جمة مفروقة طويلة.