للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما صلب علق الحجاج إلى جانبه كلباً ميتاً ومنع والدته من دفنه وكان لها من العمر مائة سنة وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق وكانت تدعى بذات النطاقين ثم كتب الحجاج إلى عبد الملك يخبره بصلبه فكتب إليه يلومه ويقول هلا خليت بينه وبين أمه فأذن لها فدفنته وماتت بعده بقليل.

وبعث الحجاج إلى عبد الملك يعلمه بما زاده ابن الزبير في الكعبة فأمر عبد الملك بهدمه ورده إلي ما كان عليه في حياة رسول الله وأن يجعل له باباً واحداً ففعل الحجاج ذلك وهو البناء الموجود في عصرنا.

وقد تقدم ذكر ما وقع من البناء والهدم في الكعبة وخلاصة الأمر إن سيدنا إبراهيم الخليل بني الكعبة وهي بيت الله الحرام - كما تقدم عند ذكره - بعد مضي مائة سنة من عمره واستمر بناؤه نحو ألفي سنة وسبعمائة وخمس وسبعين سنة إلى أن هدمته قريش في سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله وبنوه - كما تقدم - وهو البناء الثاني واستمر نحو اثنتين وثمانين سنة.

ثم هدمه الحصين وأحرقه في أيام يزيد بن معاوية - كما تقدم - وذلك في سنة أربع وستين من الهجرة.

ثم بناه عبد الله بم الزبير على قواعد إبراهيم وهو البناء الثالث واستمر نحو تسع سنين، ثم هدمه الحجاج وقتل ابن الزبير في سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.

ثم بناه الحجاج وأخرج الحجر من البيت وجعله على ما كان عليه في حياة رسول الله وهو البناء الرابع وكان في سنة أربع وسبعين من الهجرة واستمر على ما هو عليه إلى هذا التاريخ وهو آخر سنة تسعمائة.

وكانت الكعبة تكسى القباطي ثم كسيت البرود وأول من كساها الديباج الحجاج بن يوسف.

وأما ذرع جدران الكعبة الشريفة فطول جدارها الشرقي من أعلا