للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاخص إلى أرض المطاف ثلاثة وعشرون ذراعاً وثلث ذراع بذراع الحديد وكذلك جدرانها الثلاث سوى الشامي فإنه ينقص عن الشرقي ربع ذراع والجدار الغربي ينقص عن الجدار الشرقي ثمن ذراع والجدار اليماني كالشرقي سواء بسواء ذكر ذلك الفارسي في تاريخه المختصر وذكر هو وغيره من المؤرخين عرض البيت الشريف من كل جهة وحرروا ذلك وليس هذا محل ذكره خشية الإطالة.

وأما أخبار توسعه المسجد الحرام وعمارته فأول من وسعه عمر بن الخطاب بدور اشتراها ودور هدمها على من أبي البيع وترك ثمنها لأربابها في خزان الكعب وذلك في خمس عشر من الهجرة وكذلك فعل عثمان في سنة ست وعشرين من الهجرة.

ثم وسع عبد الله بن الزبير من جانبه الشرقي والشامي واليماني.

ثم وسع المنصور العباسي من جانبه الشمالي والغربي وكان ما زاده مثل ما كان من قبل وابتدأ في العمل في المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة وفرغ في ذي الحجة سنة أربعين ومائة.

ثم إن الخليفة المهدي - هو أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور العباسي - حج في سنة ستين ومائة وجرد الكعبة وطلى جدرانها بالمسك والعنبر من أعلاها إلى أسفلها ووسع المسجد من جانبيه اليماني والغربي حتى صار على ما هو عليه اليوم خلا الزيادتين فإنهما احدثا بعده وكانت الكعب الشريف في جانب المسجد ولم تكن متوسطة فهدم حيطان المسجد واشتر الدور والمنازل وأحضر المهندسين وصير الكعب في الوسط وكانت توسعته في نوبتين الأول في سنة إحدى وستين والثانية في سنة سبع وستين ومائة وهي السنة التي عمر فيها مسجد رسول الله وليس لأحد من الأمراء في عمار المسجد الحرام من النفقة مثل ما للمهدي .