وممن عمره من غير توسعه عبد الملك بن مروان رفع جدرانه وسقفه بالساج وعمره ابنه الوليد وسقفه بالساج المزخرف وازره من داخله بالرخام وزيد فيه بعد المهدي زيادة دار الندوة بالجانب الشامي والزيادات المعروفة بزيادة باب إبراهيم بالجانب الغربي.
وكانت إنشاء زيادة دار الندوة في زمن المعتضد العباسي وابتداء الكتابة إليه فيها في سن إحدى وثمانين ومائتين وكان عمل الزيادة التي بباب إبراهيم في سنة ست وسبعين وثلاثمائة ووقع في المسجد الحرام بعد ذلك عمارات كثيرة.
وأما ذرع المسجد الحرام غير الزيادتين فذكره بعض المؤرخين باعتبار ذراع اليد وحرره بعضهم بذراع العمل الجدير فكان طوله من جداره الغربي إلى جداره الشرقي المقابل له ثلاثمائة ذراع وستة وخمسين ذراعاً وثمن ذراع بالذراع الحديد فيكون ذلك بذراع اليد أربعمائة وسبعة أذرع وذلك من وسط جداره الغربي الذي هو جدار رباط الجوزي إلى وسط جداره الشرقي عند باب الجنائز ثم يمر به في الحجر ملاصقاً جدار الكعبة الشامي وكانت عرضه من جداره الشامي إلى جداره اليماني مائتي ذراع وستاً وستين ذراعاً بذراع الحديد فيكون بذراع اليد ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع وذلك ممن وسط جداره القديم عند العقود إلى وسط جداره اليماني الذي فيما بين باب الصفا وباب أجياد يمر به فيما بين مقام إبراهيم والكعبة وهو إلى المقام أقرب.
وأما ذرع زيادة دار الندوة فهو أربعة وسبعون ذراعاً إلا ربع ذراع بالحديد وذلك ممن جدار المسجد الحرام الكبير إلى الجدار المقابل له الشامي منها وعنده باب مناوتها هذا ذرعها طولاً وأما عرضاً فسبعون ذراعاً ونصف ذراع وذلك من وسط جدارها الشرقي إلى وسط جدارها الغربي.
وأما زيادة باب إبراهيم فذرعها طولا تسع وخمسون ذراعاً إلا سدس ذراع وذلك من الأساطين التي هي في موازاة المسجد الكبير إلى العتبة التي هي في باب