ثلاثمائة خادم اشتريت له من خمس بيت المال كلما مات منهم واحد قام مكانه ولده أو ولد ولده أو من أهلهم يجري عليهم ذلك أبداً ما تناسلوا.
وفيه من الصهاريج أربعة وعشرون صهريجاً كباراً وفيه من المنابر أربعة ثلاثة منها صف واحد غربي المسجد وواحدة على باب الأسباط.
وكان له من الخدم اليهود الذين لا يؤخذ منهم جزية عشرة رجال وتوالدوا فصاروا عشرين لكنس أوساخ المسجد الناشئ في المواسم والشتاء والصيف ولكنس المطاهر التي حول الجامع وله من الخدم النصارى عشرة أهل بيت يتوارثون خدمته لعمل الحصر ولكنس حصر المسجد وكنس القناة التي يجري فيه الماء إلى الصهاريج وكنس الصهاريج أيضاً وغير ذلك.
وله من الخدم اليهود جماعة يعملون الزجاج القناديل والأقداح والثريات وغير ذلك لا يؤخذ منهم جزية ولا من الذين يقومون بالقش لفتائل القناديل جارياً.
عليهم وعلى أولادهم أبداً ما تناسلوا من عهد عبد الملك بن مروان وهلم جرا وتوفي عبد الملك بن مروان بدمشق في يوم الخميس لخمس عشرة ليل مضت من رمضان سنة ست وثمانين من الهجرة الشريف وعمره ستون سنة وكانت خلافته منذ قتل ابن الزبير واجتماع الناس له ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر تنقص سبع ليال وكان بالشام وما والاها قبل قتل ابن الزبير بسبع سنين ونحو تسعة أشهر.
ومات الحجاج في شهر رمضان - وقيل شوال - خمس وتسعين للهجرة وله ثلاث وخمسون سنة وكان موته بواسط وهو الذي بناها وأخفي قبره وأجري عليه الماء.
ومات رجاء بن حياة الذي تولى بناء الصخرة والمسجد الأقصى في سنة اثنتي عشرة ومائة، وكان رأسه احمر ولحيته حمراء.
ولما ولي سليمان بن عبد الملك الأموي الخلافة بعد أخيه الوليد في سنة ست وتسعين من الهجرة أتى بيت المقدس وأتته الوفود بالبيعة فلم ير وفادة كانت