أهنئ من الوفادة إليه فكان يجلس في قبة في صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة ولعلها القبة المعروفة بقبة سليمان عند باب الدويدارية ويبسط البسط بين يدي قبته عليها النمارق والكراسي فيجلس ويأذن للناس فيجلسون على الكراسي والوسائد والى جانبه الأموال وكتاب الدواوين وقد هم بالإقامة ببيت المقدس واتخذها منزلا وجمع الأموال والناس بها.
وكان رحمه الله تعالى يعظم العلماء قال ابن سيرين ﵀ يرحم الله سليمان بن عبد الملك افتتح خلافته بخير فصلى الصلوات لمواقيتها وختمها بخير فاستخلف عمر بن عبد العزيز وكان يلقب بالمهدي بالله الداعي إلى الله توفي سنة ٩٩ هـ تسع وتسعين من الهجرة وله خمس وأربعون سنة ﵀.
وعن عطاء عن أبيه قال كانت اليهود تسرج بيت المقدس فلما ولي عمر ابن عبد العزيز أخرجهم وجعل فيه من الخمس فأتاه رجل من أهل الخمس وقال له اعتقني فقال كيف أعتقك ولو ذهبت انظر ما كان لي شعر من شعر جسدك.
وكانت ولاية عمر بن عبد العزيز في صفر سنة تسع وتسعين من الهجرة وكان يلقب بالمعصوم بالله وخلافته سنتان وخمسة أشهر وتوفي بدير سمعان من أعمال حمص يوم الجمع لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومائة ﵁.
وروي عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن ثابت عن أبيه عن جده أن الأبواب كلها كانت ملبسة بصفائح الذهب والفضة في خلافة عبد الملك بن مروان فلما قدم أبو جعفر المنصور العباسي - وكان شرقي المسجد وغربيه قد وقعا - فقيل له يا أمير المؤمنين قد وقع شرقي المسجد وغربيه من الرجفة في سنة ثلاثين ومائة ولو أمرت ببناء هذا المسجد وعمارته فقال ما عندي شيء من المال ثم أمر بقلع الصفائح الذهب والفضة التي كانت على الأبواب فقلعت وضربت دنانير ودراهم أنفقت عليه حتى فرغ.
وكانت خلافة المنصور في سنة ست وثلاثين ومائة وهو ثاني الخلفاء من