ثم سار الملك العادل إلى يافا وهجمها بالسيف وملكها وقتل الرجال المقاتلة وكان هذا الفتح ثالث فتح لها ونازلت الإفرنج تبين فأرسل الملك العادل إلى الملك العزيز صاحب مصر فسار بنفسه بمن بقي معه من عساكر مصر فاجتمع بعمه الملك العادل على تبنين فرحل الإفرنج على أعقابهم إلى صور.
وعاد العزيز إلى مصر وترك غالب العسكر مع العادل وجعل إليه أمر الجزية والصلح ومات في هذه المدة سنقر الكبير فجعل الملك العادل أمر القدس إلى صارم الدين قطلو مملوك عز الدين فرحشاه ابن شاهنشاه بن أيوب.
وتوفي الملك العزيز صاحب مصر في ليلة الأربعاء الحادية والعشرين من المحرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة وكانت مدة ملكه ست سنين إلا أشهراً وكان عمره سبعاً وعشرين سنة وأشهراً وكان حسن السيرة ﵀.
ثم استقر بعده ففي السلطنة ولده الملك المنصور محمد وعمره تسع سنين فتشاور الأمراء واتفقوا على احضار الملك الأفضل من صرخد ليقوم بالملك فسار محثاً ووصل إلى مصر على إنه اتابك ملك المنصور فخرج المنصور للقائه فترجل له الأفضل ودخل بين يديه إلى دار الوزارة وكانت مقر السلطنة.
ثم برز الأفضل من مصر وسار إلى الشام ليأخذها لاشتغال عمه الملك العادل بحصار ماردين فبلغ العادل ذلك فسار إلى دمشق ودخلها قبل نزول الأفضل عليها وحصل بينهما قتال.
ثم سار الأفضل مصر فخرج الملك العادل في أثره فخرج إليه الأفضل واقتتلا فانكسر الأفضل وانهزم إلى القاهرة ونزل العادل القاهرة وتسلمها ودخل إليها في الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة.
ثم سار الأفضل صرخد وأقام العدل بمصر على إنه اتابك الملك المنصور محمد بن العزيز عثمان مدة يسيرة ثم أزال الملك المنصور واستقر الملك العادل في السلطنة وخطب له بالقاهرة ومصر يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال