سنة ست وتسعين وخمسمائة وخطب له ابن أخيه الملك الظاهر بحلب وضرب السكة باسمه وانتظمت المماليك الشامية والشرقية والديار المصرية كلها في سلك ملكه وخطب له على منابرها.
وفي الشهر الذي دخل فيه العادل القاهرة توفي القاضي الفاضل أبو علي عبد الرحيم ابن القاضي الأشراف بهاء الدين أبي المجد علي اللخمي العسقلاني الشافعي الملقب مجير الدين وزير السلطان صلاح الدين وكان إماماً في صناعة الإنشاء وسيرته مشهورة وكانت وفاته في ليلة الأربعاء سابع عشر وقيل سادس عشر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة بالقاهرة فجأة ودفن بتربية بسفح المقطم في القرافة الصغرى ﵀ وله نحو سبعين سنة وأرخ السبكي مولده في منتصف جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وتوفي العماد الكاتب هو أبو عبد الله محمد بن صفي الدين الأصفهاني الشافعي الذي كان في خدمة الملك صلاح الدين له (الفيح القسي في الفتح القدسي) كله رجز مسجع وهو من كتب الدنيا لما فيه من البلاغة والصناعة ووفاته في ثاني جمادى الآخرة وقيل في شعبان سنة سبع وتسعين وخمسمائة وله نحو تسعين سنة.
وكان بينه وبين القاضي الفاضل مكاتبات ومحاورات لطيفة فمن ذلك ما يحكى عنه إنه لقيه يوماً وهو راكب على فرس فقال له العماد سر فلا كبا بك الفرس.
فقال الفاضل دام علا العماد وهذا مما يقرأ مقلوباً ومستقيماً بالسواء وكانت وفاة العماد بدمشق ودفن في مقابر الصوفية ﵀.
وفي سنة ستمائة كان الملك العادل بدمشق واجتمع الإفرنج لقصد بيت المقدس فخرج السلطان الملك العادل من دمشق وجمع العساكر ونزل على الطور في قبالة الإفرنج بالقرب من نابلس ودام ذلك إلى آخر السنة.
ثم دخلت سنة إحدى وستمائة فيها كانت الهدنة بين الملك العادل الإفرنج