للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان مشهورا بالصلاح والعبادة وإطعام من يجتاز به من المارة والزوار وكان الملك المنصور قلاوون يتثني عليه ويذكر انه اجتمع به وهو أمير وأنه كاشفه في أشياء وقعت له.

وسبب بكائه الكثير أنه صحب رجلا كانت له أحوال وخرج معه من بغداد فوصلا في ساعة واحدة إلى بلدة بينها وبين بغداد مسيرة سنة فقال له ذلك الرجل أني سأموت في الوقت الفلاني فاشهدني فلما كان ذلك الوقت حضر عنده وهو في السياق وقد استدار إلى الشرق فحوله الشيخ علي فقال له لا تتعب فأني لا أموت إلا على هذا الوجه وجعل يتكلم بكلام الرهبان حتى مات فحمله الشيخ علي وجاء به إلى دير هناك فوجد أهل الدير في حزن عظيم فقال ما شأنكم؟ قالوا كان عندنا شيخ كبير ابن مائة سنة فلما كان اليوم مات على دين الاسلام فقال الشيخ علي خذو هذا بدله وسلموه إليه فوليه وصلى عليه ودفنه.

توفي الشيخ علي البكا في جمادي الآخرة سنة سبعين وستمائة ودفن بزاويته المشهورة وهي بحارة منفصلة عن مدينة سيدنا الخليل من جهة الشمال.

والذي بنى الزاوية والإيوان وما معه الأمير عز الدين أيدمر في دولة الملك الظاهر بيبرس في سنة ثمان وستين وستمائة قبل وفاة الشيخ ثم بنى قبة الزاوية من الساحة وما معها الأمير الاسفهسلار حسام الدين طريطاي نائب القدس الشريف في دولة الملك المنصور قلاوون في المحرم سنة إحدى وثمانين وستمائة ثم بنى البوابة والمنارة علوها وهما في غاية الاتقان والحسن الأمير سيف الدين سلار نائب السلطنة بالديار المصرية والممالك الشامية بمباشرة الأمير كيكلدى النجمي في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون في مستهل رمضان سنة اثنتين وسبعمائة.

الشيخ الإمام العالم العلامة الخطيب القدوة الزاهد برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفضل سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة ابن حازم بن صخر بن