﵊ من جهة الشمال ثم توفيت ليقا زوجته فدفنت بحذائه من جهة الشرق فاجتمع أولاد يعقوب والعيص وأخوته وقالوا ندع باب المغارة مفتوحاً وكل من مات منا دفناه فيها فتشاجروا فرفع واحد من أخوة العيص يده ولطم العيص لطمة فسقط رأسه في المغارة وقيل كان الضارب للعيص واحد من أولاد يعقوب ولما سقط رأسه في المغارة حملوا جثته ودفنوها بغير رأس وبقي الرأس في المغارة وحوطوا عليها حائطاً وعملوا فيها علامات القبور في كل موضع وكتبوا عليه هذا قبر إبراهيم وهذا قبر زوجته سارة وهذا قبر إسحاق وهذا قبر زوجته ريقة وهذا قبر يعقوب وهذا قبر زوجته ليقا.
وخرجوا وطبقوا الباب وكل من جاء إليه يطوف به ولا يصل إليه أحد حتى جاءت الروم بعد ذلك ففتحوا له باباً ودخلوا إليه وبنوا فيه كنيسة ثم أظهر الله الإسلام بعد ذلك وملك المسلمون تلك الديار وهدموا الكنيسة وبالقرب من مدينة سيدنا إبراهيم الخليل ﵇ قرية تسمى سعير وهي الفاضلة بين أعمال القدس والخليل بها قبر بداخل مسجدها يقال إنه قبر العيص ﵇ وقد اشتهر ذلك عند الناس وصاروا يقصدونه للزيارة والله أعلم.
وروى عن وهب بن منبه إنه قال أصبت على قبر إبراهيم الخليل ﵇ مكتوباً حلقة في حجر:
غر جهولاً أمله
يموت من جا أجله
لن تغني عنه حيلة
زاد بعض أهل العلم:
والمرء لا يصحبه … في القبر إلا عمله
وحدث محمد بن بكران بن محمد خطيب مسجد الخليل ﵇ قال سمعت محمد بن إسحاق النحوي يقول خرجت مع القاضي أبي عمرو عثمان بن جعفر بن شاذان إلى قبر إبراهيم الخليل ﵇ فأقمنا به ثلاثة أيام فلما كان في اليوم الرابع جاء إلى النقش المقابل لقبر ريقة زوجة إسحاق ﵇ فأمر بغسله حتى