بأجمعهم - أسألكم أن توصلوني إلى باب المغارة كي أنزل إلى حضرة الأنبياء صلوات الله عليهم وأشاهدهم.
فقالوا قد أحببناك إلى ذلك لأن لك علينا حقاً واجباً ولكن لا يمكن في هذا الوقت لأن الطارق علينا كثير ولكن حتى يدخل الشتاء فلما دخل كانون الثاني خرجت إليهم فقالوا أقم عندنا حتى يقع الثلج فأقمت عندهم حتى وقع الثلج وانقطع الطارق عنهم فجاؤوا إلى صخرة ما بين قبر إبراهيم الخليل وقبر إسحاق ﵉ وقلعوا البلاطة ونزل رجل منهم يقال له صعلوك - وكان رجلا صالحاً فيه خير ولين فنزلت أنا معه فمشى وأنا من ورائه فنزلنا اثنتين وسبعين درجة فإذا عن يميني دكان عظيمة من حجر أسود وإذا عليه شيخ خفيف العارضين طويل اللحية ملقى على ظهره وعليه ثوب أخضر فقال لي صعلوك هذا إسحاق ﵇.
ثم سرنا غير بعيد وإذا بد كان أكبر من الأولى وعليها شيخ ملقى على ظهره وله شيبة قد أخذت ما بين منكبيه أبيض الرأس واللحية والحاجبين وأشفار العينيين وتحت شيبته ثوب أخضر قد جلل بدنه والرياح تلعب بشيبته يميناً وشمالاً فقال لي صعلوك هذا إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فسقطت على وجهي ودعوت الله ﷿ بما فتح علي.
ثم سرنا وإذا بد كان لطيفة وعليها شيخ لطيف آدم شديد الأدمة كث اللحية وتحت منكبيه ثوب أخضر قد جلله فقال لي صعلوك هذا يعقوب النبي ثم إننا عدلنا يساراً لننظر إلى الحرم فحلف أبو بكر الإسكافي ما أن غمت الحديث.
قال فقمت من عنده في الوقت الذي حدثني فيه من وقتي إلى مسجد إبراهيم ﵇ فلما وصلت إلى المسجد سألت عن صعلوك فقيل لي الساعة يحضر فلما جاء قمت إليه وجلست عنده وطارحته بعض الحديث فنظر إلي بعين منكر للحديث الذي سمعه فأومأت إليه بلطف تخلصت به من الإثم ثم قلت له إن أبا بكر الإسكافي عمي فأنس عند ذلك فقلت يا صعلوك بالله عليك لما عدلتما