للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يقولان شيئاً إلا بمعلوم قال لكما جميع مالي من البقر فرضينا أعادا ولم يزالا يكرران عليه الذكر ويتحلى به وهو يستغرق في لذاته حتى أعطاهما جميع مجوداته من ماله وأهله ولم يبق إلا نفسه فباعها لهما ورضي أن يكون في رقهما وجعل في عنقه شداداً وسلمهما نفسه وقال لهما لعلكما أن تجودا علي بالذكر مرة أخرى.

فلما رأيا منه ذلك قالا له بحق لك أن يتخذك الله خليلا ثم حكيا له ما كان من الملائكة فتبسم وقال حسبي الله ونعم الوكيل ثم قالا له أمسك عليك مالك بارك الله لك وعليك وعلى ذريتك.

فمن الله عليه سبحانه بإبقاء ذريته وسماطه وزاده بركة وخيراً سماطه ممدوداً من يومه إلى يومنا هذا جعله الله دائماً إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى.

وأما أخلاقه الكريمة فقد سماه الله تعالى حليماً أواهاً منيباً والحليم الرشيد الذي يملك نفسه عند الغضب والأواه الذي يكثر التأوه من الذنوب والمنيب المقبل على ربه ﷿ في شأنه كله.

روى الثعلبي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذري الغفاري قال قلت لرسول الله يا رسول الله كم منة كتاب انزل الله ﷿؟ قال رسول الله انزل الله تعالى مائة كتاب وأربعة كتب انزل تعالى على دم عشر صحائف وعلى إبراهيم الخليل عشر صحائف وعلى شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وأنزل الله تعالى التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

قال قلت يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم؟ قال كانت أمثالاً «أيها الملك المغرور المبتلي إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لتنصر دعوة المظلوم فإني لا أردها وأن كانت من كافر» وكان فيها أمثال كثير (منها) وعل العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه ويتفكر في صنع الله وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر