للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَصَارَ حجَّة بَين الْأَنَام فِي سَائِر ممالك الاسلام وَمن اعظم محاسنه الَّتِي شكرت لَهُ فِي الدُّنْيَا وَيرْفَع الله بهَا درجاته فِي الْآخِرَة مَا فعله فِي الْقبَّة المستجدة عِنْد دير صهيون وقيامه فِي هدمها بعد أَن صَارَت كَنِيسَة محدثة فِي دَار الاسلام فِي بَيت الله الْمُقَدّس وقيامه فِي منع النَّصَارَى من انتزاع القبو المجارو لدير صهيون الْمَشْهُور أَن بِهِ قبر سيدنَا دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام بعد بَقَائِهِ فِي ايدي الْمُسلمين مُدَّة طَوِيلَة وَبنى قبْلَة فِيهِ لجِهَة الْكَعْبَة المشرفة - كَمَا تقدم ذكر ذَلِك مفصلا فِي حوادث سنة خمس وَسنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَغير ذَلِك من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وقيامه على حكام الشرطة ومنعهم من الظُّلم ومواجهتهم بالْكلَام الزاجر لَهُم وَفِي شهر شَوَّال سنة تِسْعمائَة ورد عَلَيْهِ مرسوم شرِيف بِأَن يكون متكلما على الخانقاه الصلاحية بالقدس الشريف ينظر فِي أمرهَا وَعمل مصالحها فحضرها فِي عَشِيَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس شَوَّال وَجلسَ بالمجمع مَعَ الصُّوفِيَّة فِي مجْلِس الشَّيْخ وَحصل للخانقاه وَأَهْلهَا الْجمال بِحُضُورِهِ ثمَّ بعد فرَاغ الْحُضُور جلس على تَفْرِقَة الْخبز على مشايخها وَتصرف فِيهَا باجازة الْوَقْف وانلظر فِي أمره وَشرع فِي عمَارَة الخانقاه واصلاح مَا اخْتَلَّ من نظامها واضيف اليه التَّكَلُّم على الْمدرسَة الجوهرية وَغَيرهَا لما هُوَ مَعْلُوم من ديانته وورعه واجتهاده فِي لَعَلَّ الْخيرَات وَإِزَالَة الْمُنْكَرَات وَأما سمته وهيبته فَمن الْعَجَائِب فِي الابهة والنورانية رُؤْيَته تذكر السّلف الصَّالح وَمن رَآهُ علم انه من الْعلمَاء العاملين بِرُؤْيَة شكله وَإِن لم يكن يعرفهُ وَأما خطه وَعبارَته فِي الْفَتْوَى فنهاية فِي الْحسن وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه أَكثر من أَن تحصر وَأشهر من أَن تذكر وَهُوَ اعظم من أَن يُنَبه مثلي على فَضله وَلَو ذكرت حَقه فِي التَّرْجَمَة لطال الْفَصْل فَإِن مناقبه وَذكر مشايخه يحْتَمل الْأَفْرَاد بالتأليف وَالْمرَاد هُنَا الِاخْتِصَار وَمن تصانيفه الاسعاد شرح الارشاد فِي الْفِقْه والدرر اللوامع بتحرير

<<  <  ج: ص:  >  >>