السلام ثمانون ذراعاً بذراع العمل ينقص يسيراً نحو نصف ذراع أو ثلثي ذراع تقريباً وعرضه شرقاً بغرب من السور الذي به باب الدخول إلى صدر الرواق الغربي الذي به شباك يتوصل منه إلى ضريح سيدنا يوسف ﵇ أحد وأربعون ذراعاً ويزيد على ذلك يسيراً نحو ثلث ذراعه أو نصف ذراع تقريباً بذراع العمل المذكور وهو الذراع الذي تذرع به الأنبية في عصرنا هذا وسمك السور ثلاثة أذرع ونصف من كل جانب وعدة مداميكة في البناء خمسة عشر مدماكا من أعل الأماكن وهو الذي عند باب القلعة من جهة الغرب إلى القبلة وارتفاع البناء عن الأرض من المكان المذكور ست وعشرون ذراعاً بذراع العمل غير البناء الرومي الذي فوق السليماني ومن جمل الأحجار بالبناء السليماني حجر عند مكان الطبلخانه طوله أحد عشر ذراعاً بالعمل وعرض كل مدماك من البناء السليماني نحو ذراع وثلثي ذراع بالعملي وعل الصور المذكور منارتان إحداهما من جهة الشرق مما يلي القبلة والثاني من الغرب مما يلي الشمال وبناؤهما في غاية اللطف.
وأما صفة البناء الموجود بداخل السور على ما هو عليه في عصرنا وقد صار مسجدً كما تقدم القول فه فهو يشتمل على بناء معقود من داخل السور على نحو النصف من جهة القبلة إلى جهة الشمال والبناء من عهد الروم وهو ثلاثة أكوار الأوسط منها مرتفع عن الكورين الملاصقين له من جهة المشرق والمغرب والسقف مرتفع على أربعة أسوار محكمة البناء وبصدر هذا البناء المعقود تحت الكور الأعلى المحراب وإلى جانبه المنبر وهو من الخشب في غاية الإتقان والحسن وهذا المنبر عمل في زمن المستنصر بالله أبي تميم معد الفاطمي خليفة مصر بأمر بدر الجمالي مدبر دولته برسم مشهد عسقلان الذي زعمت الفاطمية أن به رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ﵄.
وكان عمل المنبر في سنة أربع وثمانين وأربعمائة وعليه تاريخ عمله مكتوب بالكوفي والظاهر إن الذي نقله ووضعه بمسجد الخليل ﵇ الملك الناصر