بشرط أن تدعو الله أن يرد على شبابي إلى سبعة عشر سنة وأن يزيد لي في عمري مثل ما مض قال فدعا فقال لها موسى ﵇ كم عشت؟ فقالت تسعمائة سنة فعاشت ألفاً وثمانمائة سنة وأرت موسى ﵇ قبر يوسف ﵇ وكان في وسط نيل مصر في صندوق من رخام وذلك إنه لما مات تشاجر عليه الناس وكل أراد أن يدفن في محلته لما يرجو من بركته ﵇ فاختلف رأيهم في ذلك حتى أرادوا أن يقتتلوا فرأوا أن يدفن في النيل ليمر عليه الماء فتصل بركته إلى جميع مصر وما حولها فيكونون كلهم في بركته مشتركين ففعلوا ذلك.
ولما علم مكانه أخرجه وهو في التابوت وحمله على عجل من حديد إلى بيت المقدس وقبره في البقيع خلف الحير السليماني حذاء قبر يعقوب وجوار جديه إبراهيم وإسحاق ﵉.
وعن إبراهيم بن أحمد الخليجي إنه لما سألته جارية المقتدر - وكانت تعرف بالعجوز وكانت مقيمة ببيت المقدس - الخروج إلى موضع الذي روي أن قبر يوسف فيه إظهاره والبناء عليه قال فخرجت والعمال معي فكشف البقيع الذي روي إنه فيه خارج الحير حذاء قبر أبيه يعقوب ﵉.
قال فاشترى البقيع من صاحبه وأخذ في كشفه فخرج في الموضع الذي روي إنه فيه حجر عظيم فأمر بكسره فكسر منه قطعة قال وكنت معهم في الحفر فلما شالوا القطعة من الحجر وإذا هو يوسف ﵇ على الصفة بحسنه وجماله وصارت روائح الموضع مسكاً ثم جاء ريح عظيم فأطبق العمال الحجر على ما كان سابقاً ثم بني عليه القبة التي هي عليه الآن على صحة من رؤيته ﷺ وهو خارج السور السليماني من جهة الغرب بداخل مدرسة منسوبة للسلطان الملك الناصر حسن وتمسي الآن بالقلعة ويدخل إليه من عند باب المسجد الذي عند السوق تجاه عين الطواشي وهو موضع مأنوس وفيه الضريح.