للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من صفته إنه أبيض اللون حسن الوجه جعد الشعر ضخم العينين مستوى غليظ الساعدين والعضدين والساقين أقني الأنف صغير السرة بخده الأيمن وكان ذلك الخال يزين وجهه وبين عينيه شامة تزيده حسناً وجمالاً كأنه البدر وكان إذا تبسم رأيت النور من ضواحكه وإذا تكلم رأيت نور يثور من بين ثناياه .

وصل إلى يوسف أبوه يعقوب وإخوته جميعهم من كنعان وهي أرض وقد ذكر الله تعالى قصته في القرآن مبسوطة مفصلة ومات يعقوب وأوصى ولده أن يدفنه عند أبيه إسحاق فسار به إلى حبرون ودفنه عند أبيه وقبره بحذاء الخليل من جهة الشمال وهو مشهور.

كان عمر يوسف لما توفي والده يعقوب ستاً وخمسين سنة ولما دفنه عاد وعاش يوسف مائة وعشرين سنة وبينه وبين سيدنا موسى سنة ونزل عليه جبريل أربع مرات وتوفي بمصر ودفن بها حتى كان موسى وفرعون.

وما سار موسى من مصر ببني إسرائيل إلى النية نبش على يوسف وحمله معه حتى مات موسى فلما قدم يوشع بن نون ببني إسرائيل إلى الشام دفنه في نابلس وقيل عند الخليل وهو المشهور عند الناس فإن قبره عند ممر مشهور وقد استفاض عند الناس فلم ينكر.

روي أن الله تعالى أوحي إلى موسى إن أحمل يوسف إلى عند آبائه فلم يدر أين هو فسأل نبي إسرائيل فلم يعرف أحد منهم فقال له شيخ - عمره ثلاثمائة سنة - يا نبي الله ما يعرف قبر يوسف إلا فقال له موسى : قم معي إلى أمك.

قام معه إلى منزله فدخلا المنزل وأتاه بقفة وفيها والدته فقال لها موسى بقبر يوسف؟ قالت نعم قال فدلني عليه قالت أدلك على قبره