للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان بن وهب للمأمون وهو ابن أربع عشرة سنة، ثم كتب لإيتاخ التركي، ثم لأشناس التركي، وكانا عظيمي القدر، ثم ولي وزارة المعتمد على الله.

وللحسن ولسليمان ابني وهب شعر مليح ورسائل بليغة مدونة؛ قال المرزباني:

بنو وهب أصلهم نصارى من خسرو سابور من أعمال واسط، تعلقوا بنسب في اليمن في بني الحارث بن كعب، وكان عبيد الله وابنه القاسم يدفعان ذلك. والحسن بن وهب هو القائل [في بنات جارية محمد بن حماد كاتب] راشد، وغنّت عليها:

سأكرم نفسي عنك حسب إهانتي ... لها فيك إن قرّت وكفّ نزاعها [١]

هي النفس ما كلّفتها قطّ خطة ... من [الأمر] إلا قلّ عنها امتناعها

صدقت لعمري أنت أكبر همّها ... فما جهدها إذ قلّ منك انتفاعها

وقال في رواية المرزباني أيضا:

أما الفراق فحين جدّ ترحلت ... مهج النفوس له عن الأجساد

من لم يبت والبين يصدع قلبه ... لم يدر كيف تفتّت الأكباد

قال بعضهم: مررت بقبر الحسن بن وهب بدمشق وعليه مكتوب [٢] :

مقيم بالمجازة من قنونا ... وأهلك بالأجيفر والثماد [٣]

ألا فاصبر [٤] فكلّ فتى سيأتي ... عليه الموت يطرق أو يغادي

قال الصولي: كان من أول أمر الحسن بن وهب اتصاله بمحمد بن عبد الملك الزيات في آخر أيام المأمون، وكان محمد يلي النفقات وغير ذلك، ثم علا أمره في أيام المعتصم فكان لا يبرح من داره إلى أن وزر ابن عمار للمعتصم، وكان محمد بن عبد الملك ينوب عنه، وأمّر محمد على الكتابة الحسن بن وهب.


[١] م: مراعها.
[٢] البيتان لكثير، ديوانه: ٢٢٢ ومعجم البلدان ٤: ١٠٠٧ والأغاني ١٢: ١٧٣- ١٧٤.
[٣] البيت في م: شديد الاضطراب.
[٤] الديوان: فلا تبعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>