للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما نكب الواثق سليمان بن وهب، كما هو مذكور في بابه، قال الحسن بن وهب [١] :

خليليّ من عبد المدان تروّحا ... ونصّا صدور العيس حسرى وطلّحا

فإن سليمان بن وهب بمنزل ... أصاب صميم القلب [مني فأقرحا]

أسائل عنه الحارسين بحسبه ... إذا ما أتوني [كيف أمسى وأصبحا]

وكتب إلى أخيه سليمان وهو بالحبس، ونكبه الواثق [٢] :

اصبر أبا أيوب صبرا يرتضى ... فإذا جزعت من الخطوب فمن لها

الله يفرج بعد ضيق كربها ... ولعلها أن تنجلي ولعلها

وقال وقد رآني فارغا من الهوى والشرب: نراك فارغا في هذا اليوم، فقال:

نعم، ولذلك لا أعده من عمري:

إذا كان يومي غير يوم مدامة ... ولا يوم فتيان فما هو من عمري

وإن كان معمورا بعود وقهوة ... فذلك مسروق لعمري من الدهر

وكان أشد الناس شغفا ببنات جارية محمد بن حماد، فجاءت يوما إليه وهو مخمور، فسلمت عليه وقبلت يده، فأراد تقبيل يدها فارتعش فقال:

أقول وقد حاولت تقبيل كفها ... وبي رعدة أهتزّ منها وأسكن

فديتك إني أشجع الناس كلهم ... لدى الحرب إلا أنني عنك أجبن

وكان في أهل الحسن بن وهب عجوز اسمها منى، فعذلته في بنات هذه، فأحضرها مجلسه وسمعت غناءها، فقال الحسن:

ويوم سها عنه الزمان فأصبحت ... نواظره قد حار عنها بصيرها

خلوت بمن أهوى به فتكاملت ... سعودا ودار النحس عنها مديرها

أما تعذريني يا منى في صبابتي ... بمن وجهها كالشمس يلمع نورها

فقالت: لست أعاود لومك بعدها.


[١] الأغاني ٢٢: ٥٣٧، (٥٣٥) .
[٢] ما سيجيء حتى آخر الترجمة مأخوذ عن المختصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>