للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدث أحمد بن سليمان بن وهب قال: رآني عمي الحسن وأنا أبكي لفراق بعض من ألفته، فقال وجوّد:

ابك فما أنفع ما في البكا ... لأنه للوجد تسهيل

وهو إذا أنت تأملته ... حزن على الخدين محلول

وحدث أيضا قال قال لي عمي في يوم غيم: اكتب إلى فلان فادعه، فأطلت الخطاب، فقال دع ذاك واكتب:

بحسن هذا الضباب ... وحرمة الأصحاب

وطيب يوم التلاقي ... بطاعة الأحباب

إلّا أطعت رسولي ... وكنت أنت جوابي

وكتب الحسن إلى مالك بن طوق في حاجة: كتابي هذا بخطي بعد أن فرّغت له ذهني، فما ظنك بحاجة هذا موقعها مني؟ فإن أحسنت لم أقصر في الشكر، وإن قصرت لا أقبل العذر.

ولأحمد بن الدورقي يهجو الحسن بن وهب:

لا بدّ يا نفس من سجودي ... للقرد في دولة القرود

هبت لك الريح يا ابن وهب ... فخذ لها أهب ة الركود

وللحسن بن وهب:

بنفسي وأهلي فاتن الطرف فاتره ... محكمة أجفانه ومحاجره

يباشر خدي خده فكأنني ... بناظر أحشائي وقلبي أباشره

وقيل: كان على باب الحسن مسجد يصلى فيه أيام، فاتفق أن بنات التي كان يتعشقها جاءت إليه واشترطت عليه أن تمضي وقت صلاة عشاء الآخرة، فكتب إلى الإمام:

قل لداعي الصلاة أخّر قليلا ... قد قضينا حقّ الصلاة طويلا

ليس في ساعة تؤخرها إث ... م يجازى بها وتحيي قتيلا

وتراعي حق المودة فينا ... وتعافى من أن تكون ثقيلا

فحلف أن لا يؤذن العتمة شهرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>