للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة جماعة من العلماء بحضرته ذات ليلة: هل تعرفون اسما ممدودا وجمعه مقصور؟ فقالوا: لا. فقال: يا ابن خالويه، ما تقول أنت؟ فقال: أنا أعرف اسمين [ممدودين] وجمعهما مقصور. قال: ما هما؟ قال: صحراء وصحارى وعذراء وعذارى. فلما كان بعد شهر كتبت إليه: إني قد أصبت حرفين آخرين ذكرهما الجرمي في كتاب [التثنية والجمع] وهما صلفاء وصلافى، وهي الأرض الغليظة، وخبراء وخبارى، وهي أرض فيها ندوة. فلما كان بعد عشرين سنة من هذا الحديث: أمليت هذه الأحرف على أبي القاسم العقيقي، أيده الله، فلما مضى إلى دمشق كتبت إليه:

إنه بإقبال الشريف ويمنه لما استعبر [ت] هذه الأحرف وجدت حرفا خامسا ذكره ابن دريد في «الجمهرة» وهو سبتاء وسباتى وهي الأرض الخشنة [١] .

ومن شعر ابن دريد يصف برد همذان [٢] :

إذا همذان اعتادها القرّ وانثنى ... برغمك أيلول وأنت مقيم

فعينك عمشاء وأنفك سائل ... ووجهك مسوّد البياض بهيم

وأنت أسير البرد تمشي تعلة ... على [الأين] تحبو مرة وتقوم

بلاد إذا ما الصيف أقبل جنّة ... ولكنها عند الشتاء جحيم

قرأت بخط ابن خالويه نسخة كتاب إلى سيف الدولة: ذكر الله أكبر، والشعر أحقر وأصغر، وثناء الله أسنى وأشرف، وبقاؤه أولى وأطرف، ومديح مولانا سنّة بل واجب فرض:

ملك كأنّ الله قبل كتابه ... أعطاه مما شاء فوق مراده

أحيا الندى كرما ونفّق محسنا ... بالجود سوق العلم بعد كساده

وسما بهمّته التي لو أنها ... للصبح ما انتفع الدجى بسواده

فالدهر حين يصول من خدّامه ... والبدر حين يلوح من حسّاده

ألف الثناء فما يقرّ نداه من ... إتهامه في الأرض أو إنجاده


[١] انظر كتاب «ليس» : ١٣١.
[٢] لا معنى لورود شعر ابن دريد هنا إلا أن يكون مما رواه ابن خالويه ولم ترد الابيات في ديوان ابن دريد (جمع ابن سالم) أو لعله أراد ابن خالويه فوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>