للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله، والأسماء لا تتصرف حيث قلت:

لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل

فالجواب أنّ العرب فعلت ذلك في سبع كلمات شذّت وكثر استعمالهم إياهن، وهن: بسمل إذا قال: بسم الله، وحمدل إذا قال: الحمد لله، وحيعل إذا قال:

حيّ على الفلاح، وجعفل إذا قال: جعلت فداك، وحولق: إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وأما حوقل الشيخ فمعناه دنا للفناء إذا ادرهمّ [١] وخرف وصار همّا إنقحلا [٢] ونيّف على المائة شررى قال الراجز:

يا قوم قد حوقلت أو دنوت

والحرف السابع: هيلل إذا قال: لا إله إلا الله، لا ثامن لها.

قال المؤلف، رفق الله به: الذي ذكره ابن خالويه سبعة، ونسي الثامن وهو حسبل إذا قال: حسبنا الله.

وفي الخبر المنقول من خطّه ما يدلّ على أن ابن خالويه جاوز المائة من عمره، والله أعلم.

ومما مدح به ابن خالويه:

إن غاب عنّا شخص سيبويه ... وثعلب أو فاد نفطويه

فنحن نغنى بابن خالويه ... زمام هذا الأمر في يديه

ومرجع الحكم بنا إليه ... أثني بما أعلمه عليه

وكتب إلى سيف الدولة في أول رقعة:

أصبحت كالوالد البرّ الرحيم بنا ... وهل يخاف جفاء الوالد الولد

يا غرة الدين إنّ الناس قد علموا ... أن لا يقوم بهم إلا بك الأود

لولا تراث [من الإسلام] وسطهم ... لكفّروا لك معذورين أو سجدوا

قال كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة أدام الله علوه: وجدت بخطّ بعض أصحاب ابن خالويه على جزء، وعليه خطه: سأل سيف


[١] ادرهمّ: سقط من الكبر.
[٢] انقحلا: يبس، وفي الأصل: انخلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>