للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الذي رزق اليسار ولم يصب ... حمدا ولا أجرا لغير موفّق

فالجدّ يدني كلّ أمر شاسع ... والجدّ يفتح كلّ باب مغلق

فإذا سمعت بأن مجدودا أتى ... عودا فأورق في يديه فصدّق

ومتى سمعت بأن مجدودا حوى ... ماء ليشربه فغاض فحقق

ومن الدليل على القضاء وكونه ... بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

تفسير غريب هذه الحكاية: الحندورتان: العينان. والقهبل: الوجه.

والمزبر: القلم. والشناتر: الأصابع. ولا أنغو نغوة: أي لا ألفظ بلفظة إلا جعلتها في حماطة جلجلانك: يعني في سويداء قلبك. والكنفشة: العمامة. والحذنّة:

الأذن. واللمص: الفالوذ. والعرين: اللهوات. واشرب: احفظ. واشرب:

اجعله في وعاء.

قيل: حضر المتنبي مجلس أبي علي الحسن بن نصر البازيار وزير سيف الدولة، وهناك ابن خالويه، فتماريا في أشجع السلمي وأبي نواس، فقال ابن خالويه: أشجع أشعر إذ قال في هارون الرشيد [١] :

وعلى عدوّك يا ابن عمّ محمد ... رصدان ضوء الصبح والإظلام

فإذا تنبّه رعته وإذا غفا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام

فقال المتنبي: لأبي نواس ما هو أحسن من هذا، قوله في آل برمك [٢] :

لم يظلم الدهر إذ توالت ... فيهم مصيباته دراكا

كانوا يجيرون من يعادي ... منه فعاداهم لذاكا

ثم قال المتنبي: أبو نواس أشهر في الدنيا من الدنيا:

قل للذي قاس به غيره ... أقست يسراك إلى اليمنى

فابك على عقلك من نقصه ... بكاء قيس من هوى لبنى

نقلت من خطّ ابن خالويه في نسخة كتاب كتبه إلى سيف الدولة يخبره بما يقرىء ولديه: أبا المكارم وأبا المعالي، قال في أثنائه: فإن قيل لنا كيف صرّفت الفعل من


[١] انظر اشجع السلمي: ٢٥٣.
[٢] لم أجدهما في ديوان أبي نواس.

<<  <  ج: ص:  >  >>