للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا السلطان، قلت: السلطان يذكر ويؤنث والتذكير أعلى، ومن أنثه ذهب به إلى الحجة.

وحكى عن أبي عمر الزاهد أنه قال في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أكلتم فرازموا» أي افصلوا بين اللقمة والطعام باسم الله تعالى.

وحكى عنه أبو بكر الخوارزمي وهو من تلامذته أنه قال: كل عطر مائع فهو الملاب، وكل عطر يابس فهو الكباء، وكل عطر يدق فهو الألنجوج. وكان إذا تكلم قصد التقعير في كلامه، واستعمل وحشيّ اللغة: وجدت على ظهر كتاب بإسناد مرفوع إلى أحمد بن كاشقر قال: جئت أبا عبد الله ابن خالويه فلما نظرني من بعيد قال لي: ما تبغي من علومنا نحوا أم لغة؟ فقلت: لا أحرم شيئا، فقال: اجعل حندورتك في قهبلي، وخذ المزبر بشناترك، فلا أنغو بنغوة إلا جعلتها في حماطة جلجلانك، ونحّ الكنفشة على الحذنّة، واجعل اللّمص في العرين [١] ، واشرب ثم اشرب. فقلنا: إن رأى الأستاذ، أيده الله، أن يأمر غلامه بإسراج الشمعة فقد ادلهمّ النهار فاندفع، فقال [٢] : حدثنا أبو العباس الأرزق قال: جئت الشافعي رحمة الله عليه، فقلت له: يا أبا عبد الله تتحقق هذا الفقه فتأخذ الجوائز عليه، والأرزاق السنية، ونحن، فليس لنا إلا هذا الشعر وقد جئت تداخلنا فيه، والآن جئتك بأبيات قلتها إن أجزتها ببيت من الشعر فلك الحكم، وإن عجزت عنها تتوب. فقال لي الشافعي: إيه، قال أبو العباس: فأنشدته:

ما همتي إلا مقارعة العدا ... خلق الزمان وهمتي لم تخلق

والناس أعينهم إلى سلب الغنى ... لا يسألون عن الحجى والأولق

لكنّ من رزق الحجى حرم الغنى ... ضدان مفترقان أيّ تفرّق

لو كان بالحيل الغنى لوجدتني ... بنجوم أقطار السماء تعلقي

فقال الشافعي، رضي الله عنه: ألا قلت كما أقول ارتجالا:


[١] كذا ورد؛ ولعله: العرش.
[٢] القصة (بإيجاز) والشعر في طبقات السبكي ١: ٣٠٤- ٣٠٥ وفيه عياش الأزرق. وانظر ديوان الشافعي (يكن) : ١٣٢- ١٣٣ ومناقب الشافعي: ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>