للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

إذا دنت السّحب الثقال وحثّها ... من الرعد حاد ليس يبصر أكمه

أحاديثه مستهولات وصوته ... إذا انخفضت أصواتهنّ مقهقه

إذا صاح في آثارهنّ حسبته ... يجاوبه من خلفه صاحب له

وقال يهجو منشّا بن إبراهيم القزاز [١] :

إنّ منشّا قد زاد في التيه ... وزاد في شامنا تعدّيه

فلا ابن هند ولا ابن ذي يزن ... ولا ابن ماء السما يدانيه

وهو مغيظ على الوصيّ ومن ... يعزى إليه ومن يواليه

يذكر أيام خيبر بهم ... فهم قذى جال في مآقيه

وقد حكى أنّ فاه أطيب من ... سرمي وأني ممن يعاديه

ومن يقول القبيح فيه ومن ... أصبح بالمعضلات يرميه

فسوّكوه بكلّ طيّبة ال ... ريح تعفّي على مساويه

ومضمضوه بالخلّ واجتهدوا ... معا بكلّ اجتهادكم فيه

وأطعموه من الجوارش ما ... يعمل بالمسك والأفاويه [٢]

وأنهلوه خمرا معتقة ... قد صانها القسّ في خوابيه

واستفقحوني واستنكهوه تروا ... أنّ لسرمي فضلا على فيه

ثم احملوا الكلب والحمار على ... عياله واصفعوا محبّيه

وقال يهجو أبا الفضل يوسف بن علي ويعرّض فيها أيضا بمنشّا بن إبراهيم القزاز، وكانت هذه القصيدة سبب عزله عن عمله [٣] :


[١] منشّا: له أخبار في ذيل تاريخ دمشق ٢٥، ٢٦، ٢٨، ٣٣، كان في أول أمره كاتبا للعسكر الشامي ثم جعله الخليفة الفاطمي نائبا في الشام، فحكم اليهود في الوظائف والأعمال، ثم قبض عليه لما تظلم الناس منه.
[٢] الجوارش أو الجوارشنات: الموادّ التي تسعف على الهضم.
[٣] اليتيمة: ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>