للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أهل جيرون هل أسامركم ... إذا استقلت كواكب الحمل

بملح كالرياض باكرها ... نوء الثريّا بعارض هطل

أو مثل نظم الجمان ينظم في ال ... عقد ووشي البرود والحلل

يلذّ للسامع الغناء بها ... على خفيف الثقيل والرمل

كنت على باب منزلي سحرا ... أنتظر الشاكريّ يسرج لي [١]

وطال ليلي لحاجة عرضت ... باكرتها والنجوم لم تزل

فمرّ بي في الظلام أسود كال ... فيل عريض الأكتاف والعضل

أشغى له منخر ككوّة تنّور وعين كمقلة الجمل [٢] ... ومشفر مسبل كجبّ رحى

على نيوب مثل المدى عصل ... مشقّق الكعب أفدع اليد وال

رجل طويل الساقين كالسبل ... فأهدت الريح منه لي أرجا

مثل جنى الروض في ندى خضل ... مسكا وقفصية [٣] معتقة

شيبا ببان وعنبر شمل ... فقلت ما هكذا يكون إذا

انفضّ الندامى روائح السفل ... أسود غاد من الأتون له

عرف أمير نشوان ذي ثمل ... هذا وربّ السماء أعجب من

حمار وحش في البرّ منتعل ... اردده يا نصر كي أسائله

فشأنه عضلة من العضل ... فقال نخشى فوات حاجتنا

وليس هذا من أكبر الشغل ... فقلت ترك الفضول فهو وإن

أنجاك [٤] عين الخمول والكسل ... بادره من قبل أن يفوتك في

مسيره بين هذه السّبل


[١] أي بعد لي السرج على الفرس.
[٢] اليتيمة: وعين سجراء كالشعل.
[٣] القفصية: خمرة تنسب إلى قفص وهي بين بغداد وعكبرا.
[٤] اليتيمة: فقلت ترك الفضول يا ناقص الهمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>