للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين ذاك الرّواء والمنطق الجز ... ل وأين الحياء أين الإباء

إن محا حسنك التراب فما لل ... دمع يوما من صحن خدي انمحاء

أو تبن لم يبن قديم ودادي ... أو تمت لم يمت عليك الثناء

شطر نفسي دفنت والشطر باق ... يتمنّى ومن مناه الفناء

إن تكن قدّمته أيدي المنايا ... فإلى السابقين تمضي البطاء

يدرك الموت كلّ حيّ ولو أخ ... فته عنه في برجها الجوزاء

ليت شعري وللبلى كلّ مخلو ... ق بماذا تميز الأنبياء

موت ذي الحكمة المفضل بالنط ... ق وذي العجمة البهيم سواء

لا غويّ لفقده تبسم الأر ... ض ولا للتقيّ تبكي السماء

كم مصابيح أوجه أطفأتها ... تحت أطباق تربها البيداء

كم بدور وكم شموس وكم أط ... واد مجد أمسى عليها العفاء

كم محا غرة الكواكب غيم [١] ... ثم أخفت ضياءها الأنواء

إنما الناس قادم إثر ماض ... بدء قوم للآخرين انتهاء

وقال [٢] :

قالوا وقد مات محبوب فجعت به ... وفي الصبا وأرادوا عنه سلواني

ثانيه في الحسن موجود فقلت لهم ... من أين لي في الهوى الثاني صبا ثاني

وقال:

ولو أنني أعطيت من دهري المنى ... وما كلّ من يعطى المنى بمسدّد

لقلت لأيام مضين ألا ارجعي ... وقلت لأيام أتين ألا ابعدي


[١] عيون: صبح.
[٢] عيون الانباء ١: ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>