فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد ملك فارس، أبو القاسم المعروف بالوزير المغربي (وليس بمغربي الدار) : ولد فجر يوم الأحد ثالث عشر ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة، وحفظ القرآن وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة، وخمسة عشر ألف بيت من الشعر، وأتقن الحساب والجبر والمقابلة، وله في حساب المواليد اليد العظمى، هذا كلّه ولم يكمل له من العمر أربعة عشر ربيعا. وكان حسن الخطّ سريع البديهة في النظم والنثر.
وكان جده علي بن محمد يتولى ديوان المغرب فنسب إليه، ويشهد بفضله أبو العلاء المعري، وحسبك وقد نفذ إليه قصيدة فقال: والله لولا أن يقال غاليت، لكتبت تحت كل بيت، فليعبدوا ربّ هذا البيت.
مات في ثالث عشر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة.
ولما قتل الحاكم أباه وعمه وأخويه هرب من مصر فلما بلغ الرملة استجار بصاحبها حسّان بن المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي ومدحه فأجاره وسكّن جأشه وأزال وحشته، فأقام عنده مدة أفسد في خلالها نيته على الحاكم صاحب مصر، ثم رحل عنها متوجها إلى الحجاز مجتازا بالبلقاء من أعمال دمشق، فلما وصل إلى مكة أطمع صاحبها بالحاكم ومملكة الديار المصرية، وجدّ في ذلك حتى أقلق الحاكم وخاف على ملكه. واستدعى ابا الفتوح الحسين بن جعفر العلوي ويلقب بالراشد بالله بعد أن سهّل عنده سهولة الأمر، فأصغى إلى ذلك وبايعه شيوخ العلويين. وحسّن إليه أبو القاسم أخذ قبلة البيت وما فيه من فضة وضربه دراهم. واتفق أن توفي رجل من الفرس يدعى بالمطوعي وعنده أموال الهند والصين، وخلّف مالا عظيما، وأوصى
- المضية ٦: ٣٠٩- ٣١٢ والنجوم الزاهرة ٤: ٢٦٦، وقد ذكره ابن القارح وحكى شيئا من أخباره معه (رسالة الغفران: ٥١- ٥٨) وانظر مقدمة أدب الخواص تحقيق صديقنا الشيخ حمد الجاسر، ومقدمة كتاب في السياسة تحقيق الدكتور سامي الدهان وفيما يتعلق بالعلاقة بينه وبين أبي العلاء، انظر مقالة لي عنه بمجلة الفكر العربي (بيروت ١٩٨٢) العدد: ٢٥ (٢٧٤- ٢٨٢) ؛ وكذلك كتابي عنه (بيروت ١٩٨٨) وفيه دراسة لسيرته وما تبقى من شعره ونثره. وقد أورد المختصر زيادات كثيرة على ما ورد في م، وله ترجمة في المقفى ٣: ٥٣٦.