للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيعثر ما بين الحديث ورجعه ... لساني بكم حتى ينمّ بحالي

وأطوي على ما تعلمون جوانحي ... وأظهر للعذّال أني سال

فلا والذي عافاكم وابتلى بكم ... فؤادي ما مرّ [١] السلوّ ببالي

وقد عشت دهرا لا أبالي من النوى ... فعلمني الهجران كيف أبالي

[وقال يعاتب مؤيد الملك أبا بكر عبيد الله] [٢] :

لك الخير قد عودتني منك عادة ... نشأت عليها منذ أول حالي

وكنت أرجّي أن حالك ترتقي ... فينمو بها حالي نموّ هلال

وأسمو إلى نيل الأماني وأقتضي ... مواعيد دهر مولع بمطال

فقد رابني منك الصدود وليته ... صدود اشتغال لا صدود ملال

وإن كان هذا منك دأبا تديمه ... فإذنك لي حتى أزمّ جمالي

وإلا فعد لي بالجميل فقد عفت ... معالم آمالي وضاق مجالي

فمثلي لا يرضى مقاما بذلة ... وصبرا على جاه لديك مذال

ومثلك لا يرضى بتضييع حرمتي [٣] ... وتخييب آمال لديك طوال

ومن شعر مؤيد الدين الطغرائي قصيدته التي تداولها الرواة وتناقلتها الألسن المعروفة بلامية العجم وقد رأيت ان اوردها بتمامها إعجابا بها، قال [٤] :

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحيلة الفضل زانتني لدى العطل

مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطّفل

فيم الاقامة بالزوراء لا سكني ... فيها ولا ناقتي فيها ولا جملي

ناء عن الأهل صفر الكفّ منفرد ... كالسيف عرّي متناه عن الخلل


[١] الديوان: ما اجتاز.
[٢] القصيدة التالية وردت موصولة بما قبلها، وهما في الديوان قصيدتان لا واحدة، انظر ص: ٢٨٧.
[٣] الديوان: خدمتي.
[٤] هي في الديوان: ٣٠١- ٣٠٩ وأثبتها الصفدي في صدر شرحه لها كما أثبتها في الوافي ١٢: ٤٣٦- ٤٣٩؛ ولست أرى أن أتتبع الخلاف في الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>