للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار بنيناها وعشنا بها ... في دعة من آل مرداس

قوم محوا بؤسي ولم يتركوا ... عليّ في الأيام من باس

قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليحسن الناس إلى الناس

ولما تكامل البناء عمل دعوة حضرها الأمير محمود بن نصر فلما رأى حسن الدار وقرأ الأبيات المتقدمة قال: يا أبا الفتح كم صرفت على بناء الدار؟ قال: يا مولانا هذا الرجل تولّى عمارتها ولا أدري كم صرف عليها فسأل المعمار [فقال] : غرم عليها ألفي دينار مصرية فأمر باحضار ألفي دينار وثوب أطلس وعمامة مذهبة وحصان بطوق ذهب وسرفسار ذهب فسلمها إلى ابن أبي حصينة وقال له:

قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليحسن الناس الى الناس

وحضر بعد أيام رجل من أهل المعرة يقال له الزقوم من رعاع الناس وأسافلهم فطلب رزق جنديّ فأعطي ذلك وجعل من أجناد المعرة فقال أحمد بن محمد المعروف بابن الدويدة المعري في ذلك [١] :

أهل المعرة تحت أقبح خطة ... وبهم أناخ الخطب وهو جسيم

لم يكفهم تأمير إبن حصينة ... حتى تجنّد بعده الزقوم

يا قوم قد سئمت لذاك نفوسنا ... يا قوم أين الترك أين الروم

فشاعت الأبيات وسمعها الأمير أبو الفتح، فذهب إلى بيت ابن الدويدة فلما دخل عليه قال له ابن الدويدة: الآن والله كان عندي الزقوم وقال لي: والله ما بي من الهجو ما بي من أنك قرنتني بابن أبي حصينة، فقال له ابن أبي حصينة: قبحك الله وهذا هجو ثان.

وقال يمدح قريش بن بدران بن المقلد بن المسيب صاحب نصيبين [٢] :


[١] انظر ترجمة ابن الدويدة في الخريدة (قسم الشام) ٢: ٥٣ ودمية القصر ١: ١٥٢ (ط. مصر) وابن خلكان ٤: ٤٤٠.
[٢] كان قريش بن بدران أمير بني عقيل، وقد توفي في سنة ٤٥٣، وابنه مسلم هو الذي انتزع حلب من يد المرداسيين، وقضى على دولتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>