للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المرزباني: ومما أنشدنا لنفسه في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة [١] :

غنج الفتور يجول في لحظاته ... والورد غضّ النبت في وجناته

وتكلّ ألسنة الورى عن وصفه ... أو أن تروم بلوغ بعض صفاته

لا يعرف الإسعاف إلا خطرة ... لكنّ طول الصدّ من عزماته

لا يستطيع «نعم» ولا يعتادها ... بل لا تسوغ «لعل» في لهواته

قال وأنشدنا لنفسه [٢] :

تشكو الفراق وأنت تزمع رحلة ... هلّا أقمت ولو على جمر الغضا

فالآن عذ بالصبر أو مت حسرة ... فعسى يردّ لك النوى ما قد مضى

قال وأنشدنا لنفسه [٣] :

أتخالني من زلة أتعتّب ... قلبي عليك أرقّ مما تحسب

قلبي وروحي في يديك وإنما ... أنت الحياة فأين منك المذهب

قال مؤلف الكتاب: ولم يورد أبو عبيد الله إلا هذين البيتين، وأنشدني بعض الأصدقاء البيت الأول منهما وأتبعه بما لا أعلم أهو من قول نفطويه أو غيره وهو:

لا يوحشنّك ما صنعت فتنثني ... متجنبا فهواك لا يتجنّب

أنت البريء من الإساءة كلّها ... ولك الرضى وأنا المسيء المذنب

وحياة وجهك وهو بدر طالع ... وسواد شعرك وهو ليل غيهب

ما أنت إلا مهجني وهي التي ... أحيا بها فترى على من أغضب

قال المرزباني، وأنشدني لنفسه:

كفى بالهوى بلوى وبالحبّ محنة ... وبالهمّ تعذيبا وبالعذل مغرما

أما والذي يقضي الأمور بأمره ... فما شاء أمضاه وما شاء أحكما


[١] إنباه الرواة ١: ١٨٢.
[٢] المصدر السابق نفسه ونور القبس: ٣٤٥ وبغية الوعاة ١: ٤٣٠.
[٣] نور القبس: ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>