للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جود كرام إذا هم ندبوا ... غير لئام ضجر ولا كسس [١]

صمت عظام الحلوم إن سكتوا ... من غير عيّ بهم ولا خرس

تقوت [٢] أفراسهم نساؤهم ... يزجون أجمالهم مع الغلس

صادفت لما خرجت منطلقا ... جهم المحيا كباسل شرس

تخال في كفّه مثقّفة ... تلمع فيها كشعلة القبس

بكفّ حرّان ثائر بدم ... طلّاب وتر في الموت منغمس

إما تقاذف [٣] بك الرماح فلا ... أبكيك إلا للدلو والمرس [٤]

حمدت أمري ولمت أمرك إذ ... أمسك جلز السنان بالنفس [٥]

وقد تصلّيت حرّ نارهم ... كما تصلّى المقرور من قرس [٦]

تذبّ عنه كفّ بها رمق ... طيرا عكوفا كزوّر العرس [٧]

عما قليل علون جثّته ... فهنّ من والغ ومنتهس

فلما بلغ شعره بني تغلب بعثوا إليه بدية غلامه وما نهب من إبله، فقال في ذلك [٨] :

ألا أبلغ بني عمرو رسولا ... فإني في مودتكم نفيس

فما أنا بالضعيف فتظلموني ... ولا جافي اللقاء ولا خسيس


[١] جود: جمع جواد؛ وكسس: قال الأستاذ محمود شاكر: لا معنى له؛ وغيره إلى كبس وهو جمع كباس وهو الرجل الذي إذا سألته حاجة كبس برأسه في جيب قميصه.
[٢] في م: تقود، والتصويب عن الطبقات.
[٣] الأغاني: تقارن؛ الطبقات: تقارش، يريد تداخلت واصطك بعضها ببعض.
[٤] يقول لا أبكيك إلا لأنك كنت خادما ماهرا في استعمال الدلو والمرس أي الاستقاء.
[٥] جلز السنان: المستدير كالحلقة في أسفل سنان الرمح.
[٦] المقرور: الذي يحس ببرد شديد؛ القرس: أشد البرد.
[٧] أي أن كفه وفيها بقية من حياة تدفع عنه الطيور العاكفة على جسده، كأنها لا حتشادها نساء يحتشدن في عرس.
[٨] الطبقات: ٦١٢ وشعر أبي زبيد: ١٠٠ والأغاني ١٢: ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>