للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفي حقّ مواساتي أخاكم ... بمالي ثم يظلمني السّريس [١]

وحدث ابن الأعرابي قال: كان أبو زبيد الطائي نديما للوليد بن عقبة والي الكوفة من قبل عثمان، فلما شهدوا عليه بشرب الخمر وعزل عن عمله وخرج من الكوفة قال أبو زبيد [٢] :

من يرى العير لابن أروى على ظهر ... المرورى حداتهنّ عجال [٣]

مصعدات والبيت بيت أبي وه ... ب خلاء تحنّ فيه الشّمال

يعرف الجاهل المضلّل أن ال ... دهر فيه النكراء والزلزال

ليت شعري كذاكم العهد أم كا ... نوا أناسا ممن يزول فزالوا

بعد ما تعلمين يا أمّ زيد ... كان فيهم عزّ لنا وجمال

ووجوه بودّنا مشرقات ... ونوال إذا أريد النوال

أصبح البيت قد تبدّل بالحيّ ... وجوها كأنها الأقتال [٤]

كلّ شيء يحتال فيه الرجال ... غير أن ليس للمنايا احتيال

ولعمر الإله لو كان للسي ... ف مصال أو للسان مقال

ما تناسيتك الصفاء ولا الو ... دّ ولا حال دونك الأشغال

ولحرّمت لحمك المتعضّى [٥] ... ضلة ضلّ حلمهم ما اغتالوا

قولهم شربك الحرام وقد كا ... ن شراب سوى الحرام حلال

وأبى الظاهر العداوة إلا ... شنآنا وقول ما لا يقال

من رجال تقارضوا منكرات ... لينالوا الذي أرادوا فنالوا


[١] السريس: الضعيف الذي لا ولد له.
[٢] انظر تهذيب ابن عساكر ٤: ١١٣ ونسب قريش: ١٣٩ والأغاني ٥: ١٢٢- ١٢٣ وشعر أبي زبيد: ١٢٧ (وفيه تخريج كثير) .
[٣] ابن أروى: الوليد، وأروى أمه وأم عثمان؛ المرورى: الصحارى.
[٤] الأقتال: الأعداء.
[٥] م: المتقصى: والمتعضى: المفرّق.

<<  <  ج: ص:  >  >>