للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امنن علي بطرس ... يكون للدهر عده

تخطّ يمناك فيه ... «الحمد لله وحده»

أشارت بذلك إلى العلامة السلطانية، فإن السلطان كان يكتب بيده في رأس المنشور بخط غليظ «الحمد لله وحده» فمنّ عليها وكتب لها بيده ما طلبت.

وتولع بها [عثمان بن] [١] أمير المؤمنين عبد المؤمن المذكور وتغير بسببها على أبي جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد العنسي، وكان عاشقا لها متصلا بها يتبادلان رسائل الغرام ويتجاوبان تجاوب الحمام، وقد أدى [عثمان بن] عبد المؤمن ولعه بها إلى قتل أبي جعفر.

ومما كتبته حفصة إلى أبي جعفر:

رأست فما زال العداة بظلمهم ... وحقدهم النامي يقولون لم رأس

وهل منكر أن ساد أهل زمانه ... جموح إلى العليا نقيّ من الدنس

وبات معها أبو جعفر في بستان بحوز مؤمل فلما حان وقت التفرق قال:

رعى الله ليلا لم يرع بمذمم ... عشية وارانا بحوز مؤمّل

وقد خفقت من نحو نجد أريجة ... إذا نفحت جاءت بريا القرنفل

وغرّد قمريّ على الدوح وانثنى ... قضيب من الريحان من فوق جدول

يرى الروض مسرورا بما قد بدا له ... عناق وضمّ وارتشاف مقبّل

فقالت:

لعمرك ما سرّ الرياض بوصلنا ... ولكنه أبدى لنا الغلّ والحسد

ولا صفّق النهر ارتياحا لقربنا ... ولا غرّد القمريّ إلا لما وجد

فلا تحسن الظنّ الذي أنت أهله ... فما هو في كلّ المواطن بالرّشد

فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه ... لأمر سوى كيما تكون لنا رصد


[١] هذه الزيادة ضرورية؛ وكان عثمان بن عبد المؤمن واليا على غرناطة، حينئذ، وكان أبو جعفر ابن سعيد (عم ابن سعيد أبي الحسن مؤلف المغرب) وزيرا له، وكان عثمان أسود اللون، فبلغه أن أبا جعفر قال لحفصة: ما تحبين في ذلك الأسود وأنا أقدر أشتري لك من السوق بعشرين دينارا خيرا منه (المغرب ٢: ١٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>