للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما عندي ما أصفع به هذا العاضّ بظر أمه، فانسلّ ابن عرفة ولم يجبه.

وأنشد الخطيب لنفطويه [١] :

كم قد خلوت بمن أهوى فيمنعني ... منه الحياء وخوف الله والقدر [٢]

كم قد خلوت بمن أهوى فتقنعني ... منه الفكاهة والتحديث والنظر

أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرام منهم وطر

كذلك الحبّ لا إتيان معصية ... لا خير في لذة من بعدها سقر

ومنه [٣] :

أستغفر الله مما يعلم الله ... إنّ الشقيّ لمن لم يرحم الله

هبه تجاوز لي عن كلّ مظلمة ... واسوءتا من حيائي يوم ألقاه

وذكره الزبيدي في كتابه فقال [٤] : كان بخيلا ضيقا في النحو واسع العلم بالشعر.

قال أبو هلال في «كتاب الأوائل» [٥] حدثني أبو أحمد قال: كنا في مجلس نفطويه وهو يملي، فدخل غلام وضيء الوجه [فقطع الاملاء] وقال: قال رجل من أهل عصرنا:

كم خاس ميعادك يا مخلف ... كم تخلف الوعد وكم تحلف

قد صرت لا أدعو على كاذب ... ولا ظلوم الفعل لا ينصف

فما شكّ أحد ممن حضر أن الغلام كان وعده وأخلفه، وأن الشعر له.

وكان [٦] نفطويه، مع كونه من أعيان العلماء وعلماء الأعيان، غير مكترث


[١] تاريخ بغداد ٦: ١٦١ ونور القبس: ٣٤٥ والقفطي ١: ١٨٢ والوافي ١٢٩ ومصارع العشاق ١: ١٥٩.
[٢] في م والمصادر: والحذر.
[٣] تاريخ بغداد ٦: ١٦١.
[٤] لم يرد هذا في طبقات الزبيدي.
[٥] الأوائل ٢: ١٤٨.
[٦] الوافي ٦: ١٣١- ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>