للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفخر بقتله، قال: أما والله لمروان كان أطولها باعا، قال: أما إني أرى ثأري في مروان صباح مساء، ولو شاء أن أديله لأدلته [١] . قال: ما أجرأك عليّ يا خالد، خلّني عنك، قال: لا والله ما قال الشاعر:

ويجرّ اللسان من أسلات ال ... حرب ما لا يجرّ منها البنان

فقال عبد الملك: يا وليد أكرم ابن عمك، فقد رأيت أباه يكرم أباك وجدّه يكرم جدّك.

وقيل لخالد [٢] ما أقرب شيء؟ قال الأجل، قيل فما أرجى شيء؟ قال العمل، قيل فما أوحش شيء؟ قال الميت، قيل فما آنس شيء؟ قال الصاحب المؤاتي.

وقيل [٣] ما الدنيا؟ قال ميراث، قيل فالأيام؟ قال دول، قيل فالدهر؟ قال أطباق، والموت يكمل سبيله، فليحذر العزيز الذلّ والغنيّ الفقر، فكم عزيز قد ذل وكم من غني قد افتقر.

وقال [٤] إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.

ولما [٥] لزم بيته قيل له كيف تركت الناس ولزمت بيتك؟ فقال: هل بقي إلا حاسد نعمة أو شامت بنكبة؟! ومن شعر خالد بن يزيد [٦] :

أتعجب أن كنت ذا نعمة ... وأنك فيها شريف مهيب

فكم ورد الموت من ناعم ... وحبّ الحياة إليه عجيب

أجاب المنية لما دعت ... وكرها يجيب لها من يجيب

سقته ذنوبا من انفاسها ... ويذخر للحيّ منها ذنوب


[١] ابن عساكر: أن أزيله لأزلته.
[٢] تهذيب ابن عساكر ٥: ١٢٢ والمصورة: ٥٨٥.
[٣] يتابع النقل عن ابن عساكر.
[٤] المصورة: ٥٨٥.
[٥] عن ابن عساكر، المصورة: ٥٨٦.
[٦] هذه القطعة والقطعة التالية لها في ابن عساكر، المصورة: ٥٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>