للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصبة، والصبيان خلفه يصيحون يا خالد البارد، فإذا آذوه حمل عليهم بالقصبة، فلم أزل أطردهم عنه حتى تفرقوا، وأدخلته بستانا هناك، فجلس واستراح، واشتريت له رطبا فأكل، واستنشدته فأنشدني [١] :

قد حاز قلبي فصار يملكه ... فكيف أسلو وكيف أتركه

رطيب جسم كالماء تحسبه ... يخطر في القلب منه مسلكه

يكاد يجري من القميص من ال ... نعمة لولا القميص يمسكه

ومن شعر خالد أيضا [٢] :

كبد شفّها غليل التصابي ... بين عتب وجفوة وعذاب [٣]

كلّ يوم تدمى بجرح من الشو ... ق ونوع مجدد من عتاب

يا سقيم الجفون أسقمت جسمي ... فاشفني كيف شئت لابك ما بي

إن أكن مذنبا فكن حسن العف ... وأو اجعل سوى الصدود عقابي [٤]

وقال [٥] :

يا تارك الجسم بلا قلب ... إن كنت أهواك فما ذنبي

يا مفردا بالحسن أفردتني ... منك بطول الشوق والحب

إن تك عيني أبصرت فتنة ... فهل على قلبي من عتب

فحسبك الله لما بي كما ... أنك في فعلك بي حسبي

توفي خالد الكاتب سنة تسع وستين ومائتين ببغداد.


[١] ديوانه: ٥٢٢.
[٢] الأغاني ٢٠: ٢٤٤.
[٣] الأغاني: بين هجر وسخطة وعتاب.
[٤] م: عتابي.
[٥] الأغاني ٢٠: ٢٤٨ وديوانه: ٤٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>