للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبس ما لم أقل عليّ يسير ... وعسير ردّ الكلام المقول

وقال الآخر:

ما لم أقله لم أسعه ندامة ... ومتى أقل يكثر عليّ تندّمي

وقال الآخر:

كلامك مملوك إذا لم تفه به ... وتلقاه إن أطلقته لك مالكا

وقال الآخر:

عجبت للقائل قولا هذرا ... متى يشع يدن إليك ضررا

وليس بالنافع إمّا سترا

وقال الخليل: ثلاثة ينسين المصائب: مرّ الليالي، والمرأة الحسناء، ومحادثة الرجال.

وقال [١] :

وما بقيت من اللذات إلا ... محادثة الرجال ذوي العقول

وقد كنا نعدهم قليلا ... فقد أضحوا أقلّ من القليل

وله [٢] :

وما هي إلا ليلة ثم يومها ... وحول إلى حول وشهر إلى شهر

مطايا يقرّبن الجديد من البلى ... ويدنين أشلاء الكرام من القبر

ويتركن أزواج الغيور لغيره ... ويقسمن ما يحوي الشحيح من الوفر

كان عبد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة يأتي جارا له يقول بالنجوم، فدخل قلبه شيء، فجاء الخليل فسأله، فقال له الخليل: أخبرني عن الحاء من أين مخرجها؟ قال: من الحلق. قال: فأخبرني عن الباء من أين مخرجها؟ قال: من طرف اللسان. قال: أفتقدر أن تخرج هذه من مخرج تلك؟ قال: لا. قال: قم


[١] نور القبس: ٦٣.
[٢] نور القبس: ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>