للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربما تكره النفوس من الأمر لها فرجة كحلّ العقال (الفرجة بالفتح في الأمر وبالضم في الحائط وغيره) .

قال: فقال أبي: ما الخبر؟ فقالوا: مات الحجاج. قال أبو عمرو: فأنا بقول «فرجة» أشدّ سرورا منّي بموت الحجاج. قال، فقال أبي: أصرف ركابنا إلى البصرة.

حدث الأصمعي قال [١] : كان لأبي عمرو كلّ يوم فلسان من غلّته: فلس يشتري به ريحانا، وفلس يشتري به كوزا فيشم الريحان، ويشرب في الكوز يومه، فإذا أمسى تصدق بالكوز وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأشنان، ثم يستجد غير ذلك في كل يوم.

وكان [٢] أبو عمرو يقرىء الناس في مسجد البصرة والحسن البصري حاضر.

ويروى أن الحسن لأجله قال: كاد العلماء يكونون أربابا.

قيل: كان نقش خاتم أبي عمرو بن العلاء:

وإن امرءا دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور

وقيل: إنه لا يعرف له شعر إلا ما رواه بعضهم [٣] :

وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا

وكان أبو عمرو يقول: هذا البيت أنا قلته وألحقته بشعر الأعشى. قال أبو عمرو بن العلاء: كنت معجبا به حتى لقيت أعرابيا فصيحا فهما فأنشدته إياه، فقال: أخطأت است صاحبه الحفرة، ما الذي يبقى بعد الشيب والصلع؟ فعلمت أنّي لم أصنع شيئا. قال أبو عبيدة: سمعت بشارا قبل ذلك بعشر سنين يقول: ما يشبه هذا شعر الأعشى.

حدث سفيان الثوري قال [٤] : كنّا عند الأعمش وعنده أبو عمرو يحدث: كان


[١] إنباه الرواة ٤: ١٢٨ والمختصر.
[٢] هذه الفقرة وبعدها فقرات حتى قوله ... الشهيدة تؤجر: مزيد من المختصر.
[٣] قارن بمراتب النحويين: ١٤.
[٤] مراتب النحويين: ١٦- ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>