للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

همّته في الحضيض لؤما ... وفرقه في السماك باسق

قد كسد الجهل في رباها ... جهلا لأن النفاق نافق

فكل بيت أجيد فيه ... يشهد أني بالشعر حاذق

فاستكثر الدرّ من كلامي ... فالعذر فيما ذكرت صادق

وكفاني محرسا، وحسبي مقحما ومؤنسا، أنني دخلت فكان ممدوحي ومقصودي من أهلها، ومعتمدي من أغيانها:

عليّ بن سلمان الأديب ومن يكن ... علي بن سلمان الأديب عتاده

فقد خاب مما يرتجيه وحرّمت ... عليه الليالي أن ينال مراده

فأولاني آلا، وأعاد ألفى دالا، وقراني عرضه المبذول، وكذبه المملول:

ولست براتع في عرض كلب ... وبئس الزاد أعراض الكلاب

فإن غرّت بشاشته مديحي ... فكم قد عاد صاد بالشراب

وما هان الهجاء عليّ حتى ... أدنّسه بأزواج القحاب

وأولاد الوزير وأنت أدرى ... سواسية كأسنان الدواب

فما عرفوا جميعهم بعرف ... ولا وصفوا بأفعال الصواب

ولا حفظوا للؤمهم ذماما ... ولا طبعوا على رعي الصحاب

فكيف وأنت أفطن للمعاني ... رعى منصورهم حق الغراب

ثم ذكر قوما لا حاجة لنا بذكرهم ولا أعرفهم. ثمّ رجعنا إلى حديث الكلبي بغير ياء، والاشتغال بذكره أولى، وتقطيع عرضه أحلى وأحرى. ومن أين للمسلمين عرض فيمزق، أو مجد فيهدّم، أو حسب فيوصم، ولكن ذم الزمان الذي قدم مثله وسوّده، وأباح جهله وروّجه:

كلّ يوم يأتي الزمان غريبا ... وبديعا من الفعال عجيبا

وقع السفلة ابن سلمان [ ... ] ... ومن الظلم أن يسمى أديبا

أي معنى فيه سوى الجهل والخر ... ق فيلفى إلى الأمير حبيبا

ناسب الدهر في الحماقة والخسّ ... ة فالدهر منه يدعى نسيبا

<<  <  ج: ص:  >  >>