هذا سنا الرحمن حين أبانه ... لكليمه موسى النبيّ العابد
ويرى المجوس ضياء وجهك فوقه ... مسودّ فرع كالظلام الراكد
فتقوم بين ظلام ذاك ونور ذا ... حجج أعدّوها لكلّ معاند
أصبحت شمسهم فكم لك فيهم ... من راكع عند الظلام وساجد
والصابئون يرون أنك فردة ... في الحسن إقرارا لفرد ماجد
كالزهرة الزهراء أنت لديهم ... مسعودة بالمشتري وعطارد
فعلى يديك جميعهم مستبصر ... في الدين من غاوي السبيل وراشد
أصلحتهم وفتنتني فتركتني ... من بينهم أسعى بدين فاسد
قرأت بخط أبي على المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابىء، حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله بن سكرة الهاشمي الشاعر قال: أعانني والدك أبو إسحاق إبراهيم بن هلال في هجائي خمرة المجنونة بالشيء الكثير فمن ذلك [١] :
لخمرة عندي حديث يطول ... رأتني أبول فكادت تبول
وقالت تقول بنا يا فتى ... فقلت وأدليت لم لا أقول
فلما نهضت أتتني رقاع ... وجاءت هدايا ووافى رسول
ومن ذلك أيضا:
نام أيري وقد تولّج فيها ... قائلا فيه من هجير وحرّ
بيت خيش في برده ونداه ... سجفت دونه شريحة بظر
نعم مستبرد الغراميل لولا ... أنه منتن خبيث المقرّ
ومن ذلك أيضا:
ألا هل قائل مني لخمره ... فقدتك كلّ شيء منك عبره
ألا كلّ النوى في السر يخفى ... وقد أخفت نواتك كلّ بسره
إذا وردتك فيشة ذي جمام ... ترفّ نضارة وتروق حمره
[١] اليتيمة ٣: ١٣.