للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتثميري وتنشئتي ... ومحتالي ومضطربي

ونهضي عنك أطعن في ... نحور أوابد النوب

ورفعي من رذائلك اللواتي بعضها سببي ... ولولا أنت كان أديم مأثرتي بلا ندب

ألمّا أن أشرت وان ... نزت بك بطنة الكلب

وأكرمك الأكابر لي ... وخالطت الأماثل بي

ورفّعت الذلاذل عن ... معاطف تائه حرب

وأنسيت الأوائل بال ... أواخر نزقة العجب

وقلت أنا وأين أنا ... ومن مثلي وحسبك بي

وقال لي الوزير: هنا ... وأدناني ورحّب بي

وقدّمني ولقّمني ... ووسّطني وصدّر «١» بي

أسأت جوار عارفتي ... فثق بطوارق العقب

وحسبي أن ألم ببك ... ر مثلك جارحا حسبي

ولكن الدواء على ... كراهته شفا الوصب

حدث أبو الحسن الطرائفي ببغداد قال: كان أبو الفتح عثمان بن جني في حلب يحضر عند المتنبي الكثير ويناظره في شيء من النحو من غير أن قرأ عليه ديوان شعره إكبارا لنفسه عن ذلك، وكان المتنبي يعجب بأبي الفتح وذكائه وحذقه ويقول: هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس؛ وسئل أبو الطيب بشيراز عن قوله:

وكان ابنا عدو كاثراه ... له ياءي حروف أنيسيان

فقال: لو كان صديقنا أبو الفتح ابن جني حاضرا فسّره. قلت: وتفسيره أن لفظة إنسان خمسة أحرف إذا كانت مكبرة، فإذا صغر قيل أنيسيان، فزاد عدد حروفه وصغر معناه، فيقول للممدوح ان عدوك الذي له ابنان فيكاثرك بهما كانا زائدين في

<<  <  ج: ص:  >  >>