عدده ناقصين من فضله وفخره لأنهما ساقطان خسيسان كياءي أنيسيان تزيدان في عدد الحروف وتنقصان من معناه.
قرأت بخط الشيخ ابي منصور ابن الجواليقي قال لنا أبو زكرياء «١» : رأيت بخط ابن جني، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني عن أبي بكر محمد بن هارون الروياني عن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: قرأ عليّ أعرابي «طيبى لهم وحسن مآب» فقلت: «طوبى» ، فقال:«طيبى» فقلت ثانيا: «طوبى» ، فقال:
«طيبى» فلما طال عليّ قلت «طوطو» ، فقال: الأعرابي: «طي طي» ، أما ترى إلى هذه النحيزة ما أبقاها وأشد محافظة هذا البدوي عليها حتى إذا استكره على تركها فأبى إلا إخلادا إليها، ونحو ذلك قال عمار «٢» الكلبي وقد أنشد بعض أهل الأدب بيتا قاله، وهو:
بانت نعيمة والدنيا مفرقة ... وحال من دونها غيران مزعوج
فقيل له: لا يقال مزعوج، إنما يقال مزعج، فجفا ذلك عليه وقال يهجو النحويين:
ماذا لقينا من المستعربين ومن ... قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
إن قلت قافية بكرا يكون بها ... بيت خلاف الذي قاسوه أو ذرعوا
قالوا لحنت وهذا ليس منتصبا ... وذاك خفض وهذا ليس يرتفع
وحرّضوا بين عبد الله من حمق ... وبين زيد فطال الضرب والوجع
كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم ... وبين قوم على إعرابهم طبعوا
ما كلّ قولي مشروحا لكم فخذوا ... ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا
لان أرضي أرض لا تشبّ بها ... نار المجوس ولا تبنى بها البيع
قال ابن جني «٣» : وعلى نحو ذلك فحضرني قديما بالموصل أعرابي عقيلي جوثيّ تميمي يقال له محمد بن العساف الشجري، وقلّما رأيت بدويا أفصح منه،