كأنّ الذي كنّا نسرّ بكونه ... إذا حققته «١» النفس لفظ بلا معنى
وله:
ولي نحو أكناف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصبّ
فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكرب
هنالك تدري أن للبعد قصة ... وأنّ كساد العلم آفته القرب
وله:
لا تشمتن حاسدي إن نكبة عرضت ... فالدهر ليس على حال بمتّرك
ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميقعة ... وتارة قد يرى تاجا على ملك
وله:
لئن أصبحت مرتحلا بشخصي ... فروحي عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى ... له سأل المعاينة الكليم
ومن شعر أبي محمد ابن حزم:
أنا العلق الذي لا عيب فيه ... سوى بلدي وأني غير طاري
تقرّ لي العراق ومن يليها ... وأهل الأرض إلا أهل داري
طووا حسدا على أدب وفهم ... وعلم ما يشق له غباري
فمهما طار في الآفاق ذكري ... فما سطع الدخان بغير نار
قال «٢» أبو مروان ابن حيان «٣» : كان أبو محمد حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب وما يتعلّق بأذيال الأدب، مع المشاركة في كثير من أنواع التعاليم القديمة من المنطق والفلسفة، وله في بعض تلك الفنون كتب كثيرة، غير أنه لم يخل فيها من غلط وسقط لجراءته في التسوّر على الفنون لا سيما المنطق فانهم زعموا أنه زلّ هنالك وضل في سلوك [تلك] المسالك «٤» ، وخالف أرسطاطاليس واضعه مخالفة من لم يفهم