للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوارا حتي إن كان زادي مقدّما ... ويا نصبي إن كنت لم أتزود

ويا لبدائع هذا الحبر، على وعورة ما أوضحنا «١» ، على كثرة الدافنين لها والطامسين لمحاسنها، وعلى ذلك فليس ببدع فيما أضيع منه، فأزهد الناس في عالم أهله وقبله أردى العلماء تبريزهم «٢» على من يقصر عنهم، والحسد داء لا دواء له؛ (آخر كلام ابن حيان) .

ولأبي محمد قصيدة يخاطب بها قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن بن بشر «٣» يفخر فيها بالعلم ويذكر أصناف ما علم، يقول فيها «٤» :

أنا الشمس في جوّ السماء منيرة ... ولكنّ عيبي أن مطلعي الغرب

ولو أنني من جانب الشرق طالع ... لجدّ على ما ضاع من ذكري النهب

ولي نحو أكناف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصبّ

فإن ينزل الرحمن رحلي فيهم ... فحينئذ يبدو التأسّف والكرب

فكم قائل أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب

هنالك تدري أن للبعد قصة ... وأن كساد العلم آفته القرب

فواعجبا من غاب عنهم تشوقوا ... له ودنوّ المرء من دارهم ذنب

وإن مكانا ضاق عنّي لضيّق ... على أنه فيح مذاهبه سهب

وإن رجالا ضيعوني لضيّع ... وإن زمانا لم أنل خصبه جدب

ولكنّ لي في يوسف خير أسوة ... وليس على من بالنبيّ اتّسى ذنب

يقول مقال الحقّ والصدق «إنني ... حفيظ عليم» ما على صادق عتب

وله:

لا تشتمن حاسدي

..... البيتان

<<  <  ج: ص:  >  >>